هذا السؤال الأخير:
كما تعلمون - حفظكم الله - أنَّه قد قامت دولة الإمارات بحبس فئات من الإخوان المسلمين، فنريد من فضيلتكم نصيحة أبوية تقدمونها لأُسَرِ المحبوسين وقبائلهم.
أنا قدَّمت الجواب على هذا السؤال ضِمْنًا،
لكن أقول هذه الأسر عليها أن تَلْزم الهدوء والصمت حتى ينتهي الأمر ويستقر، فإن انتهى الأمرُ بعقابِ عائل هذه الأسرة أو الفرد من تلك القبيلة فعليهم أن يستسلموا لقضاء الله هذا أمر قضاه الله عليه بسبب شَطَطِه وزَيْغه وانحرافه، ولا يحلُّ لهم أن تأخذهم العصبية القبلية والأُسرية فإنَّ هذا من عمل الجاهلية، وإن انتهى الأمر بسلامته فليحمدوا الله على هذا، ولا ينحوا باللائمة على الحاكم، الحاكم إذا نُمِيَ إليه شيء من واجِبِه أن يتتبع ويتقصَّى وينظر، وسينتهي الأمر عاجلًا - إن شاء الله تعالى - إمَّا بإدانة هذا المبلغ عنه وعقابه بما يقتضيه حاله وتصرفاته، وبما يكفُّ شره عن الأمَّة ويقطع دابر المفسدين، أو ينتهي بسلامته، فَلَوْم الحاكم لا يجوز، بل هؤلاء مستسلمون بالجواب بنعم على هذا السؤال.
لنفترض أنَّ واحدًا منكم يا هذه القبيلة، أو واحدًا منكم يا هذه الأسرة مكان هذا الحاكم ونُمِيَ إليه شيء بطريقِ الثِّقات أو بطريق يحمله على اتخاذ الإجراءات الواجبة في حقِّه، ماذا تصنعون؟ فيقولون نصنع ما يصنع هذا الحاكم، أليس كذلك؟
فالحاكم مشغولة ذمّته بالأمة كلها بدء بالطفل وانتهاء بالشيخ الكبير والشيخة، والأمة كُلُّها على عاتِقِه متحمّلها، فهو مسئول عنها في الدنيا والآخرة، ومن واجبه أن يَتَتَبَّع ما يُخبر به من أوكار الفساد ويُتابع المشبوهين، فمن كان سليمًا؛ أبدًا الحاكم لا يريد منه شيئا حتى لو أوقف سيظهر أنه سليم معافى والذي عرفناه من عادة حكامنا هنا في بلدكم وعندنا أنّهم يكافئون من كان سليمًا ويكرِمونه، بل وحتى ذو العقاب البسيط إذا انتهت عقوبته يسعون في إعادته إلى المجتمع صالحًا، نعم هذا الذي عرفناه.
جزاكم الله خيرًا وبارك في علمكم ونفعنا بما قلتم، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
أملاه عبيد بن عبد الله بن سليمان عصرَ يوم الأحد التاسع والعشرين من ربيع الأول من عام أربعة وثلاثين وأربع مائة وألف، الموافق: العاشر من فبراير عام ثلاثة عشر وألفين ميلادية، وكان ذلك في إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة .