جديد الموقع

8882128

السؤال: 

بارك الله فيكم ونفع بعلمكم، ذكرتم جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الناس يعدُّ هذه الجماعة من الجماعات الإصلاحية؛ فهل هذا كلامٌ صحيح؟

الجواب: 
هذا القول لا يصدر إلَّا من صنفيْنِ من الناس:
 
أحدهما: جاهل، يسمع وينطق، مُقلِّد وليس عنده من الفرقان ولا الفقه ما يؤهِّله من أن يكون داعيةً إلى الله على بصيرة، فهو يسمع ثناء ويُقلِّد.
 
الصنف الثاني: أهل المكر والكيْد والخديعة والهوى، فهم أهل ثناءٍ على كُلِّ مبتدع، وجماعة القاعدة التي يسمُّونها من القاعدة الذهبية، وأوَّل ما نَمَى إلى علمي أنَّ من أطلقَ هذه في العصر الحديث هو يوسف القرضاوي، الدكتور يوسف بن عبد الله القرضاوي نزيل قطر حاليًا وهو مصريّ الأصل، هذه القاعدة حسب ما عرفنا أنها قاعدة المناري أولًا، أطلقها محمد رشيد رضا، ثم لمَّا عرف زيْغها وزيفَها والخلل فيها رَفَضَها فتلَّقتها عنه جماعة الإخوان المسلمين التي أسَّس مبادئها وقواعدها ونظرياتها في مصر، هي نشأت من مصر، هذه القاعدة [نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه] هذه الجماعة هي تسيرُ عليها لأنَّ دعوتهم ليست دعوة مبنية على شرعِ الله بل هي مبنية على السياسة، ولهذا؛
 
أولًا: فإنها جمعت لهم كلُّ نِحلة سواءً كانت من كل نِحلةٍ باطلة، سواءً كانت منتسبة إلى الإسلام كالرافضة، أو غير منتسبة إلى الإسلام كاليهودية والنصرانية ولهذا تجِد الإخواني عنده سياسة مُهادنة ووِفاق، بل وَإِلْف مع كل مِحنةٍ ضالَّة، ويمزج بينها وبين دعوة الحق، دعوة أهل السنَّة والجماعة، مكرًا وكيْدًا وعِداءَ، وها هُنا أذكر شيئين:
 
· الأول: شهادة من أمينها السرِّي علي عَشْماوي، يقول - كما هو مُدوَّن عندي في التاريخ السرّي للجماعة – يقول: "لم تخرج جماعة إلَّا من تحت عباءة الإخوان المسلمين"، وهذا يُدرِكه كل من نظر في الجماعات الدعوية الحديثة التي كُلُّها ضالَّة مُضلّة، وهي مُجتمعةٌ على عداوة السُّنة وأهلها، وإن أظهروا المحبَّة والتوافق والدعوة إلى اجتماع الكلمة، وإنمَّا منظورُهم غير ذلك، منظورهم سياسي، كيد ومكر.
 
· الثاني: أنَّ حسن البنّا سار على نماذج تطبيقية لهذه القاعدة التي أسَّس دعوته عليها، وهاكُم بعض الأمثلة؛
 
المثال الأول: أنه كان يستضيفُ الرافضة، كبار الرافضة، مثل نوّاب الصفوي، ويُهيِّء لهم مراكز الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وغيرها، ويقول رافعًا عَقيرَتَه بكلِّ صراحة ليس بيننا وبين الشيعة إلَّا أمور بسيطة، مثل زواج المُتعة، يُمكِنُ حلُّه، وانطلاقًا من هذا الغزالي الهالك محمد السَّقّا يدعو إلى التقارب مع من يُسمونهم الشيعة، وهم في الحقيقة رافضة، ويُبيِّن أن الخلاف بيننا وبين الشيعة هو مثل الخلاف بين المذاهب الأربعة، وقد كَذَب والله، عليهِ من الله ما يستَحِق.
 
المثال الثاني: قولُه كما رواه عنه صاحبُ [كتاب الإخوان أحداثٌ صَنْعَةُ التاريخ رؤيا من الداخل]، حسن البنا يقول: "ليس بيننا وبين اليهود عداوة دينية، وإنَّما بيننا وبينهم عداوة اقتصادية، فالله أمرنا بمودَّتهم ومصافاتِهم" قال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، انظروا كيف ذلك في كتاب الله! مودة ومصافاة، استدل بهذا المبدأ الخبيث الفاسد بهذه الآية، وهي بعيدة كل البُعد، وهذا يدلّك على أن الجماعة من مُحرِّفة نصوص الكتاب والسُّنة، وإن ندَّ بعضهم عن هذا لكن هذا تأسيس الجماعة، هذان مثالان لضلال هذه الجماعة، وهي إحدى جماعتين كبيرتين من الجماعات الدعوية الحديثة التي كلُّها ضالَّة مضلة، وما حَصَلَ من زعزعة الأمن وتكفير وتفريق كلمة إلَّا من تحت عباءة هذه الجماعة، دعاة هذه المبادئ وهذه القواعد غريبة على مجتمعنا وما عُرِفَت إلَّا حينما وفدت جماعة الإخوان المسلمين، ولعلَّه كُشِف لكم بعض من يوالي هذه الجماعة من بني الجلدة، نسأل الله أن يرد ردًّا جميلا من كان فيه خير، وأن يقصم من فيه شرٌّ علينا في ديننا وولاةِ أمرنا وبلادنا. نعم.
الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري