وهذا أيضا السائلة من ليبيا، السؤال الواحد والعشرون؛
تقول السائلة: أنا مقيمة مع زوجي وابني في بريطانيا لفترةٍ محدودة، أفطرت رمضان كلُّه لأني مرضعة وأخبرتني الطبيبة الكافرة بعدم الصيام خوفًا على ابني، وأنا أُرجِّح فتوى الإطعام التي رجَّحها كثير من العلماء بالأدلة الصريحة، فسؤالي: هل أيام الحيض أُقضيها أم أنها تدخل مع أيام الرضاعة، لأنني مفطرةٌ على أي حال لعذر الإرضاع - بارك الله فيكم -؟
أولًا: يا بنتي ليس مجرَّد الإرضاع مسوِّغًا للفطر، بل المسوغِّ ما يصحبه من خوفِ المرض على المرأة نفسِها يقينًا، بأن يحصل عندها هُزال، أو غثيان، أو دوخة، أو أي شيء من ذلك، أو خوف يتعلق بالابن –الطفل -، لأن بعض النساء إذا كانت مرضعة وصامت يجفُّ لبنها، وابنها لا يطعم غيره، فتفطر في هذه الحالة، فليتك راجعتِ طبيبة مسلمة، لكن إذا صاحب قول هذه الطبيبة معرفتك لنفسك بأنك يجف لبنك، فيجوع طفلك وهو لا يطعم غير اللبن، فأنتِ - إن شاء الله - موفَّقة في هذا.
بَقِيَ يا بنتي القضاء يجب عليك، هذا قول الجماهير من أهل العلم، جماهيرُ أهل العلم على أن المرضعة كالمريض، تقضي، سواءً كانت أفطرت خوفًا على نفسها أو على وليدها، هذا هو أصح أقوال أهل العلم، وإن كان القول الذي أشرتِ إليه هو مذكور عن بعض الإخوة. نعم.