بارك الله فيكم شيخنا، يقول السائل: أحد الإخوة السلفيين والده يشتغل في المصرِف – البنك- وهذا الأخ يُرِيد الزواج وعرض عليه والده أنه يشتري له بيت ونحوه مما يحتاجه؛ فهل يقبل عرضَ والده؟ وجزاكم الله خيرًا.
هذا له حالتان:
الحال الأولى: أن يكون والدك ممن يكتب المُعاملات الرِّبَوية ويُوَقِّعُها، وليس عنده دخل غير هذا، فلا تقبل، اعمل أنت حتى يهيئ الله لك الرشد من أمرك.
الحال الثانية: أن يكون أبوك يعمل في غير الفوائد الربوية فهو لا يُحَصِّلُها ولا يُسجِّلها ولا علاقة له بها، والبنك هذا أيضًا يستدعينا أن ننظر في البنك أيضًا كذلك.
نقول: والبنك له مشاريع ربوية وغير ربوية، يعني يُقرِض بالفوائد، وله مشاريع أخرى يكْتَسب منها، فهذا البنك اختلط حلاله بحرامه ولم تميِّز أحدهما.
إذن تأخذ أو تقبل عرض أبيك بشرطين:
الشرط الأول: أن يكون البنك له مشاريع غير الربوية يُفيدُ منها وأبوك يعمل فيه.
الثاني: لو افترضنا أن أعمال البنك كلها ربوية - وهذا نادر- وكان أبوك لا يكتب هذه الأعمال الربوية؛ كأن يكون حارسًا أمنيًا، أو قائد سيارة؛ لا علاقة له بهذه الأمور، فلا مانع- إن شاء الله تعالى-، لكن حسب علمي أنه يَندُر أن يكون بنك كل أعماله وكل مشاريعه بالرّبا، هذا نادر جدًّا، والله أعلم.