السؤال:
يقول أبناءكم من ليبيا يا شيخنا إن السلفيين يعُدون العُدة للإطاحة بضريح عبد السلام الأسمر في مدينة زليتن وهو وثنٌ يُعبد من دون الله وله سندةٌ والذي يغلب على الظن أن قبيلة أولاد الشيخ التي يُنسب إليها هذا الأسمر ستقوم بالمقاومة وقد تُسفك دماء والله أعلم بمقدارها ، علما بأن كلا الطرفين له أسلحةٌ ثقيلة وخفيفة كما أن المُستشار مصطفى عبد الجليل يمنع من إزالة القباب المبنية على القبور خشية أن يترتب على ذلك ما لا تُحمد عقباه ، نرجوا جواباً مفصلاً بخصوص هذا الأمر مع بيان ضوابط تغيير المنكر باليد. فتفضلوا شيخنا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فقد أفتيتُ من اتصل بنا من أبناءنا في ليبيا حرسها الله من كل سوء ومكروه وجمع خواصها وعوامها على ما رضيه للعباد والبلاد من الإسلام والسنة بألا يحدثوا أمراً مثل هذا حتى يستشيروا جهة الاختصاص في البلد ، وجهة الاختصاص في البلد نائبةٌ عن الحاكم المسلم القائم الآن على القطر وهو المسشار مصطفى بن عبد الجليل وفقه الله ، ولكن أزيد ههنا شيئاً واحداً وهو أنه يجب الكف عن هدم القباب المبنية على القبور التي قُصد بها عبادة غير الله ، لأن الحاكم علل ما يراه من الكف عن هدمها خشية مفاسد وقد ذُكر في السؤال أنفاً أن كِلا الطرفين سواءاً العازمين على هدم ذلكم الضريح وهو ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر كما ذُكر وقبيلته كل منهما لديه من العدد والعُدة وهذا ما يُخشى. فأدعوكم أيها المتحمسون من أبناءنا في ليبيا ألا تفتاتوا على ولي أمركم ، أو الجهات النائبة عنه ، وما أظن الحاكم إلا وقد بنى كلامه على رؤية تبينت له ، والحاكم عادة ، الحاكم المسلم عادةً يُدرك ما لا نُدركه نحن من العواقب ، وتقديم درء المفاسد إذا ترجح على المصالح كان واجبا وقد أمركم ولي أمركم والذي نفذت كلمته فيكم وانقاد البلاد والعباد له إلى ما ذُكر في السؤال فأنا أُؤيد هذا الرأي ولا مانع إذا سنحت فرصة وقُدر على هدمه أن يُشعر الحاكم أو نوابه من جهات الاختصاص لأخذ رأيهم هذا ما أفتيتُ به أبناءنا في ليبيا الذين اتصلوا بنا فأنا عليه حتى هذه الساعة والله أعلم.