جديد الموقع

8882306

السؤال: 

بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال السادس من الكويت؛

تقول السائلة: ما حكم العادة السرية بالنسبة للفتاة؟ علمًا بأن والدها يرفض خُطَّابها كثيرًا فهي تريد إعفاف نفسها، وتخشى على نفسها من الحرام، وهل من نصيحة للآباء؟

الجواب: 

أولًا: يا بنتي؛ أسأل الله أن يُهيِّئ لكِ الرُّشد من أمرك وأن يَرْزقَكِ بمرضِيْ الدِّين والخُلُق، وأذكر أثرًا عن عائشة – رضي الله عنها – أن رجلًا قال لها: "يا أُمَّاه بمن أزوِّج بنتي؟ قالت: بمن يتقِّ الله، فإنَّه إن أحبها أكرمها وإن سَخِطَها لَمْ يَظْلِمها" وأَبْلَغُها من هذا الحديث الصحيح: ((إِذَا أَتَاكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) وفي رواية ((كبير)) في رواية قال: ((من تَرْضونَ دِينُهُ وَأَمَانَتُهُ)).

وثانيًا: أوصيكِ بالاستكثارِ من ذِكْرِ الله، وقراءة القرآن، وأن تُسَبِّحي دُبُرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمدي ثلاثًا وثلاثين، وتُكَبِّري ثلاثًا وثلاثين، وتختمي المائة بقول (لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قدير) واقرئي القرآن، استكثري من قراءة القرآن، وكوني على اتِّصال مع الطيِّبات، العاقِلات، الفاضِلات من بنات السُّنة في بلدِك، واحضري ما قدرتي عليه من مجالس العلم، وما أَكْثَرَ ولله الحمد طُلَّاب العلم الفُضَلاء عندكم في الكويت، ولو كتبت لي رسالة أرشَدْتُكِ إلى من أراهم - إن شاء الله - أهلَ علمٍ وفضل.

وأقولُ ثالثًا: أنا لا أظنُّ يا بنتي أنَّ رَجُلًا يَمْنَعُ كُلَّ الخُطَّاب، بل الأب وغيره من الأولياء الحريصين، من أولياء النساء الحريصين على صلاحِ بناتهم ومَوْلِيَاتِهم أن يمنعوا كُل الخُطَّاب ما أظنُّ هذا، ولكن يمنعُ من لا يراهُ صالحًا، فأنتِ بوصفكِ امرأة صغيرة شابَّة لا تعرفين الرِّجال، فلا يعرف مخابِئَ الرِّجال ومكامِنَ أحوالهم التي يُلَبِّسونَ بها على السُّذَّج من البنات، لا يعرفهم إلَّا الرِّجال، والأب حريص، والوَلِي حريص،

ثُمَّ أقولُ للأولياء سارعوا في اختيار الأَكْفَاء من الخُطَّاب، ولو عَرَضْتَ بنتك أو موليَّتك على من ترضاه كُفأً لها مَرْضِيًا في دينِهِ وخُلقِه فاسْتَعِن بالله، ولا تحجزها عصبيةً لابن عمّها، أو ابن عمَّتِها، أو ابن خالِها، أو ابن خالَتِها، لا؛ وصيّة نبيك – صلَّى الله عليه وسلَّم - هذه ((إِذَا أَتَاكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ..)) الحديث، وقد ذكرتُهُ آنفًا. نعم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري