جديد الموقع

8882360

السؤال: 

السؤال الثاني والعشرون؛

اختصار سؤالها شيخنا؛ أنها تتحدث مع خطيبها بالهاتف، وعندما تتحدث معه ينزل منها سائلٌ شفاف لزج لا رائحة فيه؛ فهل هذا يؤثِّر على صلاتها وصومها؟؟

الجواب: 

يا معشر المسلمات؛ أنصحكن أن تَتَأَسَّيْنَ بأمهاتكن؛ الصديقة بنت الصديق وسائر أزواج النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم - فتَلْزَمْنَ البيوت لأنَّ الله قال لهن: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ﴾ فَمَا حَصَلَ مِنَ الفساد بين الجنسين فالمرأة حينما تخرج متبرِّجة متجمِّلة هي شريكة فيه،

وأنا سائلكن سؤال وأظنُّ الجواب: بلى.

لو أن كلَّ مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر وترضى بما رَضِيَه الله ورسوله لها قَرَّت في البيت وما خرجت إلَّا للضرورة كأن تذهب للمستشفى للعلاج، أو تذهب لتُصلِّي في مسجد، أو مدارس غير مختلطة؛ ومع هذا محتشمة غير مُتجَمِّلة ولا مُتَبَرِّجة، يا بناتي هل يجد مرضى القلوب من الرِّجال مَطْمَع؟ أَلَا ينقبلون خاسئين ذليلين مَخزِيين لأنَّهم لم يجدوا سلعتهم، أو لم يجدوا بُغيَتَهم ممن يشاركهم في الفجور، هذا أولًا هذي نصيحة لكل مؤمنةٍ بالله واليوم الآخر تحبُّ النصيحة، وتَقِفُ عند حدود الله، ويقع في قلبها موقعَ خشيته وإيمان ويقين قول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ الآية، ولا يَسْتَجِبْنَ إلى من يدعوهن للخروج بحجة الانخلاط في الوظائف الحكومية أو غيرها، تستغني بما منَّ الله عليها من رزق، تقتنع به سواءً كان على يدَيْ وليها أو زَوْجِها، وتوقن وتَثِق بوعد الله في قوله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:((أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ))، وأظن أنَّكن وَعَيْتُن هذا مني يا بناتي، وأنا والله لا أريدُ إِلَّا النصيحة، وأقول: فلا تغتررن بأن صارت من المسلمات وزيرة، أو رئيسة تحتها إمرتها رجال؛ أو غير ذلك، فهذا من التَّرجل الذي لعنها عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ومن يُهيِّئ لها ذلك بالتصويت، وبالإنتخابات، أو بالسَّعي، فإنه شريكها في هذا الإثم، وأقول: راتبها من الكسب المُحرَّم، نعم المرأة يمكن أن تَتَعيَّن في المجالات النسائية طبيبة، مُمَرِّضة، مُعلِّمة، مجالات نسائية خاصة؛ هذا لا مانع منه،

أَمَّا أن تُسايِر الرِّجال، وتختلط بالرِّجال فاحذرن، مهما كان الدَّاعي لكُنَّ ذلك، فلا تُجِبْن فاتقين الله في أنفسكن.
فإِذَا وُعِيَ هذا؛ أنتقل إلى سؤال الجزائرية؛
فأقول:
أنتِ قلتِ أنَّه خطيبك، فهل تعنينَ أنَّ ما بينكم هو مجرَّد خطبة؟ ولم تكوني في عصمته؟ فإنَّ حديثَك معه إلى هذا الحد معصية لله ولرسوله، فهذا يا بنتي أجنبي عليك، ولا أُخْفينكن – يا معشر المسلمات - والسائلة معكم، أنه اتصل بي بعض النساء من بعض البلاد الإسلامية أنَّ خطيبها اختلى بها – يعني بدون عقد - فَنَالَ منها المكروه، وحديثك مع من لم تكوني في عصمته في العقد الشرعي هذا من الخضوعِ في القول، ثُمَّ ذكرتِ أنه ينزل منك شيء فإن كان مِنِيًّا ومُنِيُّ المرأة أصفر ويزلق إذا كانت سليمة صحيحة فقد عصيتي الله مرَّتين، ونسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح.
أولًا: أنَّك تعدَّيتي ما نهاكِ الله عنه من الخضوع بالقول لأجنبي .
وثانيًا: أنَّكِ هتكتِ حُرمة رمضان فيجبُ عليك أن تتوبي إلى الله ولا تحدّثي هذا الرجل مادام أنَّ العلاقة بينك وبينه خطبة أبدًا، يجب عليك أن تقطعي الحديث معه، ولا تُكلِّميه فإذا أراد شيئًا يتصل بوليّك ويتفاهم هو ووليّك.

وأمَّا بالنسبة لهتك حرمة رمضان؛ فإنَّه يترتب عليك أمور:

الأول: كما قلنا أنَّكِ عاصية وآثمة، عليك التوبة والاستغفار.

الثاني: فساد صيام تلك الأيام.

- الثالث: يجب عليك الإمساك ولا تقولي أنا أفطرت.

- الرابع: القضاء.

هو المشكلة إذا كنتِ تُصلِّين دون اغتسال، فإن كان منِيًّا فلكِ حالتان:
إحداهما: أن تعلمي أن الغُسل واجب في هذه الحالة، فلعلَّك اغتسلتي، وإن لم تعلمي فأنتِ جاهلة، لكن إذا كنتِ تعلمي وصلّيت دون اغتسال؛ فصلاتُك باطلة يجب عليك التوبة والاستغفار إذا كنت تحصين الصلوات، صلاتين أو ثلاث أو خمس صلوات تقضينها أو عشر اقضيها، إذا كنت عالمة، أمَّا إذا كنت جاهلة فلا عليك شيء.
الحالُ الثاني: إذا كان هذا الرَّجل زوجًا لكِ، جرى بينكما العقد الشرعي المستوفي لجميع أركانه وشروطه فهو زوجك، لكن يا بنتي أنصحك وأنصح كل مسلمة تسمعني عدم الاستكثار من الحديث خصوصًا في نهار رمضان، وأما الصَوْم فعليكِ قضاؤه -بارك الله فيك - حتى وإن كان زوجًا لك.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي