وهذا السؤال السابع عشر من تونس؛
تقول السائلة: لقد كنت مخطوبة لشخص وبعد فترة لاحظت أن له أصدقاء من المبتدعة، وقد تَمَّ هجره في الحي الذي يقطنه لأنَّه يرفض هجر المبتدعة، والآن يريد أن يتقدَّم لخطبتي مرة ثانية؛ فما رأي فضيلتكم؟ هل أصبر عليه وأُبَيِّن له المنهج أو أرفض؟
أخشى أن يَفْتِنَك يا بنتي؛ فدَعِيه، ولعلَّ الله – عزَّ وجل - يهيئ لكِ رجلًا صالحًا.
ثُمَّ أُنبه إلى أمر؛ كثيرًا من بناتنا أصلحهن الله تُعَرِّض نفسها لمحادثة الرِّجال فيطمعُ فيها مَن يطمع فَيُكَلِّمُها، فإِذَا اتَّفقت معه أَتَتْ به إلى أهلها فقالت: هذا هو، هذا الرجل تقدَّم لي، وهو حسن كويس من هذه العبارات التي يستخدمها العامة، وهذا خطأ يا بنات لا تُمَكِنَّ الرَّجال من هذا، وإذا تقدَّم إليكِ رجل يَخْطِبُكِ عن طريق امرأةٍ أُخرى فَحَوِّليه إلى وَلِيِّك، فقولي: لِيأتِ إلى وليِّي، البيتُ يُدخَلُ مِن بَابِه، فإذا وافق الولي وعرضه علينا نظرنا في الأمر؛ لأن بعض الخاطبات وإن كان بعضهُنَّ ليست مَحرم للرجل، تُشَجِّع هذه المخطوبة إلى أن تُقابِلَ الرَّجل الخاطب، أو تبعث إليه صورتها، فاحْذَرْنَ هذا، هذا من مداخِل الشيطان، وهو ما يوسِّع الفجوة بينها وبين وليِّها، لأن بهذا الطريق تُهَمِّش الوَلي؛ فكأَّن الولي فقط حارس يُقالُ له افتح الباب لفُلان ولا تفتحه لفلان! هذا خطأ يا بناتي؛ فاعتصِمْنَ بالله، والزَمْنَ السُّنة.