جديد الموقع

8882390

السؤال: 

وهذا السؤال الحادي عشر؛

يقول السائل: هل ترك العبادة من أجل الناس شِرْك؟ كالدُّعاء مثلًا.

الجواب: 

هذا من أنواع الخَوْف المُحرَّمة، فإِذَا دَخَلْتَ في عبادة فلا تَقْطَعها، هذا يسمِّيهِ العلماء من الشِّرك الأصغر، يعني تَرَكَ العبادة خوفًا من الناس أن ينتقدوه أو يسخروا منه؛ هذا يُسَمِّيه العلماء من الشرك الأصغر، فإذا دَخَلْتَ في عبادة فأمضي فيها، لكن لكَ أن تُأخِّرها قليلًا على سبيل المثال: إذا دَخَلَ عليكَ زُوَّار، وأنتَ تُريد أن تركَع ركعتي الضُّحى؛ فاستقبلهم وهيِّئْ لهم ما يُهيَّأ للضيوف، ثُمَّ صلِّ الضحى عندهم أو في مكان آخر لا مانع.

كذلك إذا كان تركك لنوافلِ العبادات، يعني من أجل الانشغال بالضيوف وليس خوفًا منهم؛ هذا لا مانع منه.

وبهذا يمكن القول أنَّ ترك العبادة، والمقصود هنا النافلة كركعتَيْ الضُّحى أو قراءة القرآن - لكَ وِرْد معين - فَتَرْكُهُ يكون له حالتان:

- إحداهما: أن يكون الحاملُ عليها خَوْف الناس، يعني يخشى ذَمَّهم وسخريتهم وأَذَاهم، فهذا لا يجوز هذا مُحَرَّم؛ كمَا قدَّمنا.
- الثاني: أن يكون تَرْكُهُ من أجل أن يستقبلهم ويهيِّئ لهم ما يُهيَّأ للزِّوَّار، ثُمَّ يمضي بعد ذلك، ولو أَخَّرَهُ حتى ينصرف الضيوف لا مانع من ذلك - إن شاء الله تعالى -، لأن بعض العبادات ليس لها وقت محدَّد؛ مثل: قراءة القرآن، لكن ركْعَتَيْ الضُّحى تفوت، فإن كنت لا تُحبُّ أن تَدَعَها، لهيَّأْتَ لزِوَّارك ما يُهيَّأُ للضيوف بادِئَ دخولِهِم ثم صلَّيْتَ ركعتي الضُّحى؛ فلا مانع من ذلك - إن شاء الله تعالى -، ولو تركتها لكن من أجل الانشغال بالضيوف، وليس من أجل خَوْفِهِم؛ فلا مانع من ذلك - إن شاء الله تعالى -.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري