بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال الرابع من الجزائر؛
يقول السائل: ما موقف الأخ من أخته؟ وهل عليه سلطان عليها في الذهاب إلى الجامعة المختلطة؟
قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾، فالقوامة معناها الرئاسة والإمارة، فالرجل هو أميرُ المرأة وهو رئيسُها سواءً كان وليّها كالأب والأخ، أو زوجها، فلا تذهب إلى مثلِ هذه إلَّا بعد إِذْنه والدراسة في المدارس المختلطة سواءً كانت جامعة أو دونها هذه محرَّمة، وقد ذكرت قيودًا للاشتراك لا للاختلاط؛ في مجالس متعددة فالفرقُ بين هذين واجب، الاختلاط بأن يكون الرجال إلى جانب النساء في الدراسة، أو الطلاب إلى جانب الطالبات هذا مُحرَّم، لكن الاشتراك أمر آخر؛ وهو أن تكون الطالبات في الصفوف الأخيرة لهُنَّ مدخلٌ خاص ومخرجٌ خاص، والرِّجال في الصفوفِ الأُوَل لهم مدخلٌ خاص ومخرجٌ خاص، وبينهما حائل؛ لا يُمكِن أن يطَّلع عليهنَّ من خلاله من يترصَّد النظرة المحرَّمة، وهذا الحائل يُمكِّن المرأة الطالبة من النظر إلى المدِّرس وما يكتب على اللوحة التي يسمُّونها السبورة، ويجب أن يكُنَّ أيضًا محتشمات بما أوجب الله - سُبْحانه وتعالى – عليهِنَّ من الحجاب، فالحجابُ فرضٌ على المسلمة، والأصلُ في المرأة القرار، أن تقرَّ في بيتها، فليست دراستها في الجامعة واجبة فريضة عليها، فإذا مَنَعها رئيسها أميرها سواءً كان زوجها أو وليّها فلتطُعِه ولا تُنازعِه في ذلك، وهذه المسألة مسألة الاشتراك كالاختلاط قد بُسِطَت في مجالسَ متعدِّدة، فليراجعها من شاء، ولعلَّ بعضها موجودة في قسم الفتاوى من هذا الموقع.