في بعض البلاد الإسلامية، يؤذِّن المغرب بعد الغروب بربع ساعة، فهل من شيءٍ بالإفطار بغروب الشمس؟
نعم؛ إذا كان تستطيع أنت رؤية الشَّمس، وتيقَّن من سقوط القرص، وجبت الشمس يعني غابت، فأفطر ولو لم يؤذِّن، كما لو كنت أنا وأنت في سيارتنا في الصَّحراء، أو على ساحل البحر نتمشَّى، أو كان سفرنا على طريق ساحلي، والشَّمس نراها ونحن في السَّيارة، فغابت الشَّمس في الأفق، فلا نرى إلا البَّحر بَقِيَت الحُمرة نفطر، ولو لم نسمع أذانًا، لأن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد قال هذا قال: ((إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهار مِنْ هَا هُنَا)) أقبل اللَّيل من ناحية المشرق وكان -عليه الصَّلاة والسَّلام- جالسًا بين أصحابه متَّجهًا إلى الكعبة، إلى الجنوب مثل ما أنا الآن متَّجه إلى الجنوب، لكن الكعبة خلفي قال: ((إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا-وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ- وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا -وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَغْرِب- فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ))
فإذا رأيت غروب الشَّمس بعينك، جاز لك الإفطار، فإنه قد جاء في مستخرج أبي عوانة، بلفظ فقد حلَّ الإفطار، ففي الصَّحيحين: ((فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ)) واختلف أهل العلم في معنى ((أَفْطَرَ الصَّائِمُ)) هل معناه صار مفطرًا، وإن لم يأكل، هذا قول، أوأنَّه جاز له الإفطار، قولان لأهل العلم، فمنهم من ذهب إلى الأوَّل، أنه صار مفطرًا ولو لم يأكل فقد أفطر الصَّائم، ومنهم من قال: لا معناه حل له أن يفطر، وجاز له أن يفطر، والقول الثَّاني هو الصَّحيح لأنَّه أسعد بالدَّليل والرِّواية في مستخرج أبي عوانة على صحيح مسلم، تدل عليه، فقد حلَّ الإفطار، فإذا كان كذلك حلَّ له أن يفطر، ولو لم يسمع مُؤذِّنه، وبالله التوفيق.