وهذا السؤال متعلِّق أيضًا بأمرِ الإذاعة,
يقول السائل: يوجد مستشفى لإخواننا نقوم فيه بجهود طيِّبة في الدعوة إلى الله مع العلاج، ولا يخلو من المخالفات، وكان له في هذه الإذاعة إعلانات صحِّية تستفيد منها الإذاعة والمستشفى، وتوجِّه النَّاس لهذا المستشفى, فالبعض يمنع من ذلك؛ وذلك لقوله بأنَّ بعض العامَّة يرى أنَّ هذه الإذاعة تسيرُ حَسَبَ المصلحة؛ فهل يحسنُ هذا الكلام؟ وما رأيكم - حفظكم الله -؟
أوَّلًا: بالنسبةِ لتمكينكم المستشفى من إقامة الدروس فيه؛ فهذا حَسَن، ويُشكَر المستشفى على هذا, وإن كان عامَّة المستشفى نصارى، أو يهود، أو بوذيون؛ فأقيموها في المسلمين، وإن استطعتم أن تدعوا هؤلاء الكفار إلى الإسلام؛ فافعلوا.
وأمَّا الإعلانات الصحِّية فهذي المستشفى يستطيع أن يسلك سبيلًا روِّجُها من خلافه، إلَّا إذا كان هذا شرطًا عليكم من المستشفى, إذا كان شرطًا، والقائمون، والمُتَشَاوِرُون معهم من أهل العِلم عندكم يرَوْن أنَّ الامتناع ووقف الإذاعة يُفوِّتُ مصلحةً كبيرة وهي دعاة الأمَّة يعني قد يكون مستشفى صغيرًا، وقد يكون الغالب فيه كفَّار، والمسلمون قِلَّة، هذه ليست مُرَجِّحَات, لكن إذا كان العدد عدد المسلمينَ كبيرا، ولا يمكنكم الوصول إليهم إلَّا عن طريق هذه الإذاعة بالشَّرط، فهذا أمر أرى أنَّه لا بأس به، وإن استطعتم أن تتفاهموا مع المستشفى-وحتَّى يرفع عنكم هذا الشَّرط فافعلوا, وإن لم يكن بادئ ذي بدء شرطًا من المستشفى؛ فلا تنشروا هذه الإعلانات الصحِّية. نعم.