جديد الموقع

8882432

السؤال: 

يقول السائل: وقد ذكر ما يحصل بين الأخوة في أذربيجان من الخلاف الواقع بينهم من مسائل العذرِ بالجهل وترك الصلاّة ونحو ذلك، سؤاله يقول: فما قولكم – حفظكم الله – في حكم تارك الصلاة؟ وهل هناك عذرٌ بالجهل؟ وهل من يقول أن هناك عذرٌ بالجهل هم المرجئة؟ أفيدونا - حفظكم الله -.

الجواب: 

هذا السؤال يتضمَّن عدة أمور:

الأول: العذرُ بالجهل، وخلاصة ما استقرَّ عندي وترجَّح، وبه أقول؛ أنَّ المرءَ يُعذر بالجهل فيما يخفى على أمثاله، وهذا له أدلَّة كثيرة؛ منها: قصة المُسرف على نفسه, الذي أوصى بَنِيهِ عِندَ موتِه أن يحرِّقوه, ويسحقوه ويذرّوه، وقال: ((وَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبني عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ))، فلما ماتَ قام أهله بوصيته, فأحياه الله – عزَّ وجل - وقال: ((عبدي؛ مَا حَمَلَكَ عَلَى هذا؟ قَالَ: خَشْيَتِكَ يَا رَبِّ, قَالَ: قَدْ غَفَرْتٌ لَك))، فهذا رجلٌ مؤمن يخافُ الله – عزّ وجل – ولكن يظنُّ أنَّ الله لا يقدر على بعثه إذا فُعِل به هذا الفعل،

ومنها في الأحكام؛ في حديث المستحاضة, قالت: ((يا رسول الله منعتني الصوم والصلاة)), يعني أنَّها لا تُصلِّي تظنُّ أنَّ ذلك من الحيض, فهي تعلم أنَّ الحيض مانع شرعي يمنع من الصلاةِ أداءً وقضاءً, فأخبرها النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – بما يجبُ عليها، وأن هذا عرقٌ، وفي رواية ((رَكْضَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ)), قال: ((فإذا انقطعت حيضتك فلا تُصلِّي وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصَلِّي)), والحديث له ألفاظ مختلفة،

والمسيء صلاته, القصة يحفظها أبناؤنا الصغار في الصفوف الابتدائية الأُوَل؛ صَلَّى ثًمَّ جاءَ إلى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فسلَّم فردَّ عليه السلام, ثم قال: ((ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))، ثلاث مِرَار يَفعلُ هذا, والنبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – يأمره بالإعادة؛ ثمَّ قال: ((وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا فَعَلِّمْنِي)), فعلَّمه ركعة من الصلاة, ((إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا)), علَّمه ركعة ثمَّ أَحاله, والظاهرُ من حالِ هذا الرجل الصحابي - رَضِي الله عنه - أنَّه إذا انفرد بنفسِه نَقَرَ الصلاة نقرًا؛ سواءً كان فرضًا أو نفلا, والشَّاهدُ منه أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يأْمرُهُ بِقضاءِ ما فاته. نعم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري