بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الثامن عشر من فرنسا؛
يقول: اشتريتُ منزلًا لأسكُن فيه في فرنسا، حيث أقيم فيه من ثمان سنوات بقرضٍ ربوي، وقد تبتُ والحمد لله؛ فهل يجب بيعه أو يمكن أن أعيش فيه حتى أرحل - إن شاء الله - من بلد الكفر؟
قال تعالى: ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ﴾، أنت جاءتك موعظة، وعَلِمت أنَّ هذا القرضَ محرَّم، اتَّعظت، والذي يظهر لي وأفهمه من سؤالك؛ أنَّ شراءَك لهذه الدَّار هي قبيل القرض الرِّبوي، فإن استطعت أن تبيعه وتأخذ دراهمه؛ فافعل، وإلَّا فابقى فيه حتى يهيئ الله لكَ الهجرة، مع أنَّ الهجرة بالنسبة لكم يا معشر المسلمين المقيمين في الدول الكافرة؛ سُنَّة في حال، وفريضة في حال:
فهي سنة بحق من يستطيع أن يؤدِّي شعائر الله الواجبة على الأعيان؛ كالصلوات الخمس، والجمعة، والجماعة، والعيد على الصَّحيح أنَّه فرض عين، وصيام رمضان، فهذه الهجرة سُنَّة في حَقِّكم.
ومتى تكون فريضة؟ إذا أوذيَ المسلم أذًى لا يُطيقُ الصَّبر عليهِ لا في دينِه ولا في عرضِه؛ فهو بين أمرين:
* إِمَّا أن يُخِلَّ بدينه ويضيِّع واجبات.
* أو أن يُفتَن في عرضِه، ويفعل محرَّمات، أو تُفعَل في عرضِه محرَّمات، فالهجرةُ في حقِّكم واجبة إلى بلدٍ مسلم إن استطعتم، أو بلدٍ كافر الأمر فيه أَخف، بلدٍ كافر لا يُؤذَى أهله؛ فافعلوا.