بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال الرابع من ليبيا؛
يقول السائل: عندنا في البلد عزوف كثير من الشباب عن الإمامة في الصلاة؛ بحجة أنه يريد طلب العلم وطلب الرزق، وأنَّ الإمامة تتعارض مع طلب العلم وطلب الرزق، فما توجيهكم حفظكم الله؟ وهل يُشترط أن يكون الإمام حافظًا للقرآن؟
نبدأ بالفقرة الأخيرة؛ لا يُشترط للإمام أن يكون حافظًا للقرآن، ولكن ينبغي للإمام أن يكون مُتقنًا، فيُعطي كلَّ حرفٍ حقَّه من أحكام تجويد بلا تكلُّف ولا نُقصان.
ثانيًا: الإمامة تحتاج إلى تفرُّغ، فإن أمكن للإمام أن يؤُمَّ قومه، ويكتسب بكسبِ يدِه أو في وظيفة حكومية أخرى، أو غير ذلك فيفعل ما استطاع، ويوصي إخوانه بإعانته على القيام مقامَهُ إِذَا تخلَّف عن بعض الفروض، أمَّا إذا لم يستطع؛ ولابُدَّ له من كسبِ العيش وطلب العلم؛ فهذا الأمر فيه واسع، إن استطعتم أنتم أن تأمِّنوا لهُ الرزق، أو الدخل الكافي له ولمن يعول، وكان في البلد قريبًا منه إخوة فضلاء يطلبُ العلم عليهم مثل: الشيخ محمد بن علي بن فركوس، والشيخ عبد الغني عوسات، والشيخ عبد المجيد بن جمعة، وغيرهم من الإخوة الذين لا تحضرني أسماؤهم الآن وإن كنت أعرفهم، فليفعل هذا. نعم.