يقول: أنا إمام، فكم أُصلي بالنَّاس التَّراويح؟ وهل أُصلي بوجه أم بصفحتين؟ وهل أختم بالنَّاس في صلاة التَّراويح أم لا؟ لأن بعضهم يكره الإطالة ويَتَفجَّر، فماذا أقول لهم؟
أقول لك: قد أرشدني أنا وأنت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال:((أيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ))، هذا في الفريضة فالنافلة من باب أولى، هذاأولًا.
ثانيًا: أنت أعلم بجماعة حَيِّك.
ثالثًا: جماعة الحَيّ يتفاوتون، جماعة المسجد، منهم من يقبل الإطالة، ومنهم يصعب عليه الإطالة.
رابعًا: أنت ترى الجماعة قد يكون فيهم المريض والضَّعيف في الجسم ،ومن لا يُصلي إلا على الكرسي يُريد معك أجر القيام، فلا تَشُقَّ عليهم، ولا تكن كمن قال فيه النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إِنَّ مِنْكُم مُنَفِّرِين))، فلا تُنَفِّر، فإذا كنت قد وصفت لنا أن بعضهم يكاد يَتَفَجَّر، فأنت لا تطيل عليهم خفّف عليهم في تمام، اقرأ الآيات القليلة، ولكن اركع ركوعًا تامًّا، وسجودًا تامًّا، أَمَّا أن تُطيل القراءة وتنقر الركوع والسجود هذا غير صحيح، فأنت عليك أن تلطف بهم، ولست مكلَّفًا بقراءة وجه ولا بقراءة وجهين، بل ولست مكلَّفًا بالختم، بل لم يثبت عن النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا، ولم يثبت عن أصحابه، لعل قائلًا يقول النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-خَشِيَ أن تُفرض، طيب، لو كان هذا من المشروع ما تُرك في ديننا، نقول له، الرد عليه: لو كان الختم مشروعًا ما تُرك في ديننا، فإن النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد فعل هذا مع أصحابه، وعمر - رضي الله عنه - لمَّا أعاد النَّاس وجمعهم على أُبَيّ بن كعب وتميم الداري - رضي الله عنهما -، كانوا يقومون بهم قيامًا طويلًا لكنهم لم يختموا، فأنت تنظر إلى حال الجماعة، وقد تستطيع الختم إذا جاءت العشر الأواخر فَتُدخل قراءة العشر الأواخر في التهجُّد الأخير مع قراءتك هذه ولا بأس.