جديد الموقع

8882555

السؤال: 

هذا من السؤالات التى أمس جاءت ، صاحبه من ليبيا يقول : في هذه الأيام تم القبض على بعض السحرة وقد اعترفوا بسحرهم وذكروا لنا أسماء بعض الذين سحروهم أوسحروا لهم بل اعترفوا لنا بتحريفهم للقرآن والآيات وقرأ بعضاً منها ولمّا يستخدموها ، السؤال :كيف نعامل هؤلاء السحرة ؟ إلى آخره.
يقول جاء شخص وقرأ على ساحر منهم و أطلق سراحه ولما قيل له في ذلك قال أنا رقيته ، وهو قال أنه خلاص تاب ، فهل فعل هذا الشخص صحيح علماً بأننا مازلنا نستطيع إعادته إلى السجن وإدانته لإعترافه ؟
هل لنا أن نسأله عن السحر الذي فعله لكي يفكه أم هذا لا يجوز ؟

الجواب: 
نقول أولاً : هذا الكلام فيه إثبات خطورة السحر وأنه باقٍ وأن السحرة في هذا العصر منتشرون وشرهم يزداد عياذًا بالله من ذلك .
وثانياً : فيه تقوية لكلام العلماء وهو قولي ولله الحمد غير مفتخر إلى هذا لكن فيه تأييد زيادة تأييد وتثبيت أن هؤلاء لا يحصل لهم هذا السحر إلا بإهانة القرآن وتحريفه واللعب فيه وهذا قد نص عليه العلماء ، فهؤلاء السحرة إذا ذكروا شيء من ذلك إزداد وثوقاً بأهل العلم رحمهم الله تعالى حينما ذكروا عن هؤلاء السحرة ما ذكروه من هذا القبيل .
 أما كيف نعامل هؤلاء السحرة وما هو جزاءهم ، حد الساحر إذا ثبت القتل ، إذا ثبت عليه السحر وتعاطيه وعمله هو له وقيامه بذلك فهذا حده القتل ،
وأحكم على الساحر بالتكفير             وحده القتل بلا نكيرِ
نعم كما أتت بذلك السنة المصرحة       فيما رواه الترمزي وصححه
 فالشاهد حد هؤلاء القتل لكن من يقيم على هؤلاء القتل أو الحد إذا لم يثبت في حقهم حد القتل من يقوم بالتعذير لهؤلاء سجناً وتأديباً بجلدٍ ونحوه إنما يقوم به الحكام والولاة ، لإنه لو ترك الأمر لعموم الناس لأصبحت المسألة فوضى وكلٌ يدعي على الآخر إذا ما وجد شيئاً وظنه من هذا القبيل ، أو قد يكون هناك شىٌ من أهواء ، أو تكون شيئاً من عداوات وطارات ، فربما يتكئ على مثل هذه الحجة أوالدعوة ويستباح بها دماء الناس فهذا لا يقوم به إلى ولاة الأمر ، فيرفع الأمر إليهم وهم يحيلونه لإثباته على هؤلاء بالطريقة الشرعية وإذا أثبت عليهم بالطريق الشرعى فإنه ينزل عليهم الحكم الشرعى .
وأما ماجاء أنه قرأ على ساحر منهم فقال أنا رقيته ، الساحر الآن ما هو مسحور ، القراءة  على المسحور هذا ما به من شىء ، الساحر ما به شىء .
وأما هل تقبل توبته ؟
فالصحيح من قول أهل العلم أن الساحر لا تقبل توبته عندنا تنفعه عند الله إذا كان صادقاً ، وذلك لأنه متهمٌ بحقن دمي نفسه .
وأما هل لكم أن تسألوه عن السحر الذى فعله ؟
هذا نعم إذا عرفتم أنه قد سحر فلاناً وفلاناً وفلاناً فنعم يجب عليه أن يدلكم على ذلك لعلكم تظفرون بالعقد فتفتحونها كما فتح رسول الله – صلى الله عليه و سلم – تلك العقد وعُفي بإذن الله – تبارك وتعالى – بسبب ذلك فالشاهد أن هذا لا يعد محظوراً ولا محرماً بل هو إن شاء الله من السعي في إزالة مثل هذا السحرعن هؤلاء المسحورين الذين اعترف هو أو اعترف هؤلاء السحرة بسحرهم
الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي