السؤال:
هذا سؤال آخر من ليبيا يقول عندنا مسجد قديم وهذا السؤال يتكرر كثيراً من ليبيا ، عندنا مسجد قديم حوله عددٌ من القبور ، ونظراً لوجود مسجد آخر بقربه تم بناء مدرسة قرآنية على أنقاض هذا المسجد القديم فهل يجوز الإستفادة من المدرسة في هذه الحال أم يجب إزالة القبور الموجودة داخل السور الذي حول المدرسة ؟
الجواب:
الذي يظهر لي أن هذه المساجد تختلف ، فإما أن تكون هذه المساجد في طرف والمقبرة أيمن منها أوأيسر منها ، وتكون هي على الطريق سابلة وليست من المقبرة ، هذه لا بأس الصلاة فيها ، ولكن أكثر ما كان يرد إلينا هذا السؤال أن هذه المساجد تكون في بطن المقابر ، والقبور تحيط بها من كل جانب ، بل وبعض الأحيان يرسم لنا الأخوة مخططاً ، الأخوة الليبيون يرسمون لنا مخططاً ، فما يظهر من المخطط إلا مثل الجسر من الطريق العام يُدخل به إلى ما ؟ إلى المسجد والقبور حوله من جميع الجهات , فأنا الذي يظهر لي أن الصلاة في مثل هذه المساجد لا تصح ، لأنها وسط المقابر والصلاة فيها غير صحيحة .
وكل وجه الأرض مسجدٌ لنا فضيلةٌ خص بها نبينا
واستثنىً ما النص فيه قد نقل من ذاك حمامٌ وأعطانُ الإبل
قارعةُ الطريق ثم المقبرة ومثله مزبلةٌ ومجزرة
أوكان فوق ظهر بيتِ اللهِ فكلما صحت به المناهي
فالشاهد أن هذا يختلف بإختلاف الحال فإن كان المسجد على الطريق والمقبرة أيمن منه أو أيسر منه ، نعم ، فلا بأس بذلك ، أما إن كان على النحو الذى يرسمه أكثر الإخوة أهل ليبيا ، و السؤال من ليبيا ، وأنا أدرك ذلك ، وأطلب منهم في كثير من الأحيان يرسمونه لى ، و يرسمونه فلا يبقى إلا مثل معبر الجسر فوق النهر ، والمقبرة محيطة بالمسجد من كل جانب فمثل هذا المسجد لا ينبغى الصلاة فيه ، وعليهم أن يتحولوا إلى المسجد المقابل ، ويدعوا هذا المسجد ، وهكذا المدرسة إذا كانت في وسط هذه المقبرة ، أنا أرى أن هذا ما يصلح لكن تهدم وتترك توسعة لهذه المقبرة ، والله - جل وعلا – سيجعل لهم عوضاً عنها .
الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي