جديد الموقع

8882578

السؤال: 

ونبدأ بالسؤال الأول وهو من المملكة المغربية يقول السائل:
إخواني بموقع ميراث الأنبياء, أعزكم الله وأعانكم, لإتمام الخير الذي بدأتموه, ووفقني الله وإياكم إلى كل خير, أرجو طرح سؤالي هذا خصيصاً على الشيخ العالم عبيد بن عبد الله الجابري - وفقه الله -, وأطال في عمره على طاعته.
أنا شابٌ في الثلاثينات حالقٌ لحيته, وضعيف الإيمان عندي كسل في أداء الصلوات في أوقاتها لكن إن شاء الله أنا عازمٌ على أداءها في أوقاتها جماعه, إلا أنني لا أستطيع إعفاء لحيتي, رغم معرفتي بكونِ حلقها معصيةً والسبب في ذلك راجعٌ إلى البيئة التي أنا أعيش فيها, حيث الأصل للرجال حلق لحاهم أما إعفاؤها فهو خروجٌ عن العادة, وأمرٌ غريب في بلدتي, وأيضا كلما رأوا رجلاً أعفى لحيته, إلا وظنوا به الظنون من المغالاة أو الإرهاب أو السفه أو غير ذلك, والحق أنه كذلك, فكل الرجال الذين رأيناهم في مدينتنا من الملتحين الغالب عليهم الجهل والخروج على ولي الأمر, وسبه وسب النظام القائم ويندر أن ترى شاباً أو رجلاً أعفى لحيته, وهو وسط وعلى السنة قليلاً جداً, ولذا أنا أخاف إن أعفيت لحيتي من الشتم والكلام, وأنا قلبي رقيق لا يتحمل تكلم الناس فيّ, سواءً من الأقرباء

الجواب: 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, حياكم الله, أبناءنا وبناتنا حيث كانت وجهتكم أحدثكم هذه الليلة, ليلة الثلاثاء, الموافق: السابع والعشرين من ربيع الثاني عام ثلاثة وثلاثين وأربع مائة وألف, عبر موقع ميراث الأنبياء السلفي العامر, حياكم الله.
أقول يا بني, مشكلتك أنك جاريت عامة الناس وهذا باب خطير, تحتاج إلى مجاهدة نفسك, على طاعة الله -سبحانه وتعالى-, وسلوك سبيل مرضاته ومن ذلكم التمسك بالسنة وإن قالاك الناس كلهم وأبغضوك, وأعلم يا بُني هُديت إلى مراشد أمورك وأصلح الله لنا ولك الحال والمآل, أن من دان الناس وجاراهم هلك, وضاع وأضاع حدود الله -سبحانه وتعالى- وما افترضه عليه, فوصيتي لك:
أولاً: مخالطة الطيّبين في مدينتك وغيرها خالط الطيبين ما استطعت.
ثانياً: لا تأخذك في الله لومة لائم في جميع ما افترضه الله عليك ، ومنه أداء الصلاة جماعة وفي أوقاتها، ولا تُسوّف فإن التسويف من استدراج الشيطان ، فكم من مُسوّفٍ تخترمه المنية ويداهمه أجلُه وهو على تسويفه لم يعمل طاعة لله، فتُب إلى الله-سبحانه وتعالى-واعزم.
 وأعفِ لحيتك فإنها سنة المصطفى-صلى الله عليه وسلم- والواجب على المسلم أن لا يجاري عوام الناس وأهواءهم، وأنا واثقٌ أنك إن صبرت واحتسبت وعزمت ومضيت إن شاء الله يهيئ الله لك المخرج.
 ولا تظن أن سبّ الناس ينقطع ويتوقف عند حدْ، فسبّ الناس أعني العوام الجهلة لم يسلم منه أحد، وأذكرك بوصية جميلة قالها الفضيل بن عياض-رحمه الله- يقول: "عليك بطرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين"، وأنا أعرف رجالاً كُثُر في المغرب في مُدن كثيرة جاءت هنا مُرخين لحاهم عندهم استقامة وكرم خُلق، فلا يستجرينّك الشيطان ما ذكرته في سؤالك هذه وساوس من الشيطان، واعلم أن الله-سبحانه وتعالى- واسع المغفرة واسع الرحمة فلا تقنط من رحمة الله ، واعزم على طاعته واستكثر كذلك من النوافل كالسنن الراتبة وما تيسّر من قيام الليل، أسأل الله لنا ولك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.

 

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري