جديد الموقع

8882606

السؤال: 

هذا يقول في ليبيا صارت في الأونة الأخيره ولله الحمد المساجد مفتوحه ، ولا يقتصر فتحها على أداء الصلوات_الحمد لله هذا من فضل الله أزال الله الطاغية ونسأل الله - جل وعلا - أن يبدل المسلمين بخير وأن يصلح أحوالنا وأحوالهم._يقول بل ولله الحمد سارت عامرة بالناس والدروس العلمية والكلمات الوعظيه ولكن نلاحظ أنه كثيراً من الناس يجلسون في المسجد ويخوضون في حديث الدنيا وقد تتخلل حديثهم غيبة وعبث للأطفال في المسجد ولعبهم فيه مما يُشعر بقلة العنايه والإحترام لهذه الأماكن فنرجو منكم كلمة ولو مختصرة تنبيه في هذا الباب ؟

الجواب: 
 أولاً : نحن نحمد الله - جلا وعلا - أن أزاح عن إخوننا المسلمين في ليبيا هذا الهم الذي قد جثم على صدورهم هذه المدة الطويلة ، والحمد لله ونسأله - جلا وعلا - أن يصلح أحوالنا وأحوالهم وأن يجعل أحوالهم خيراً مما كانت عليه قبل ، ونوصيهم قبل هذا كله بأن يستقيموا على شرع الله  - تبارك وتعالى - وأن يحمدوا الله - سبحانه وتعالى - الذي أزال عنهم الشر ويشكروا هذه النعمة بالقيام بأوامره ، وأداء ذلك واجتناب نواهيه والبعد عنها ، هذا الذي نوصيهم به ، وأن يتكاتفوا ويتعاونوا وأن يساعد بعضهم بعضاً في الخير ومما يجب عليهم السعي في إزالة مظاهر الشرك ، هذا أول مايجب عليهم مظاهر الشرك والوسائل المؤدية إلى الشرك بالله - تبارك وتعالى - هذا أول ما يجب عليهم من الأعمال شكراً  لله - تبارك وتعالى - فإن الله قد أزال عنهم الشر فعليهم أن يحمدوه - سبحانه وتعالى - ويشكروه بإقامة أوامره واجتناب نواهيه ، فيساعدون من يقوم في إزالة هذه القبور من ابنائهم وإخونهم هذه الأضرحة والقبور والمشاهد التي بُنيت على القبور واتخذها الناس أنداداً من دون الله - تبارك وتعالى - يعكفون حولها أو يذهبون إليها أو يطلبون منها المدد والولد والرزق ودفع الشر وجلب الخير فهذا أول مايجب عليهم الإعتناء بأمر التوحيد توحيد العبادة ، ثم تصحيح العبادة وذلك بتعلم العلم النافع الذي يحصل به العمل الصالح ومن الأعمال الصالحة عمارة المساجد كما قال الله - سبحانه وتعالى - مادحاً أهلها يقول {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ}[النور : 37] فهؤلاء الذين يعمُرون المساجد عمرة المساجد تكون بذكر الله - جلا وعلا - وتلاوة القرآن وتعليم العلم النافع وصيانة هذه المساجد عن العبث وعن الكلام الذي لا فائدة فيه ، الكلام المباح لابأس به لكن الكلام الذي لافائدة فيه بل ربما كان محرماً من غيبة ونميمة وكذب وزور هذا كله حرام ، فيجب أن نحترم هذه المساجد وأن توقر وأن تطيب وتبخر وأن تعظم فتُعمر بذكر الله - تبارك وتعالى - فإن هذه المساجد إنما بنيت للصلاة ولذكر الله وقراءة القرآن وتعليم العلم النافع لأنها بيوت الله - تبارك وتعالى - وهي رياض الجنه فحلق الذكر تقام بها ، الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول"من بنى لله مسجداً ولو كمفحص القطاة بنى الله له بيتاً في الجنة " فهذه المساجد هي بيوت الله - تبارك وتعالى - فلابد أن تنظف من الأوساخ والقازورات الحسية ، وأيضاً أن تُصان وتجنب هذه القازورات المعنوية ، فالغيبة والنميمة وقول الزور والكذب كل هذا لايجوز في غير المساجد وفي المساجد آكد ، وهكذا الأطفال إذا كان دخولهم في المساجد يؤدي إلى عبثها وربما البول فيها وتوسيخها وتمزيق فروشها وخصوصاً الأطفال الذين لايميزون الكلام عليهم ، أما المميز فإنه يؤمر وينهى فينبغي أن تعظم هذه المساجد
تلك بيوت أذن الله بأن              تُرفع نصاً بالكتاب والسنن
إلى أن قال:
وهي رياضٌ من رياض الجنة       فارتع هُديت لإتباع السنة
وفي البُيوت يُشرع اتخاذها (يعني بين الدور في أصح التفسيرين)تلك سنةٌ أتى النص بها
وسنة تطيب وأن توقّر
قال وأن توقر فينبغي للانسان أن يوقر هذه المساجد المقصود من قوله وأن توقرَ ، فأن توقر هذه المساجد وعمر - رضي الله تعالى عنه - هم بأن يضرب من رفع صوته في مسجد رسول الله - صلى الله عليه و سلم - واحتج بقول الله { لَا تَرْفَعُوا }[الحجرات : 2] فرفع الأصوات في المساجد لا ينبغي لأنها إنما تنزل فيها السكينة والعابدون فيها والراكعون فيها والساجدون فيها والتالون للقرآن فيها فينبغي أن تُصان هذة المساجد و من أعظم ما ينبغي مراعاته فيها تجنب ذلك فإنه يلهي المصلين و التحذير لها باللون الأحمر فإن هذا مكروه جداً ، فينبغي للمسلم أن يتجنب هذة الأشياء كلها وكذا أيضاً لا يتخدها محلات للهو ولا فرق بينها وبين المجالس أمام الدور وفي الصعودات ، فينبغي له أن يجنبها هذا فهذا مما تُعظم به المساجد ، فأيضاً لا يرفع بها الأسلحة وأيضاً لا يتخذها طرق يعبر بها الضفة الى الضفة إلا في الحاجة الملجئة الذي يضطر فيها إلى أن يعبر من خلالها فإنه لابأس بذلك إذا الجئت الحاجة والضرورة إليها ، وهكذا لا يحمل بها السلاح و هكذا لا يرفع بها الصوت ولا يُباع ولا يُشتري فيها ولا تنشد فيها الضوال الأشياء التي ضاعت
فذاك لا تُتخذا طريقاً          ولا لبيعٍ وشراءٍ سوقاً
لا ينبغي له هذا
كذا بها أسلحة لا تشهرُ        ومن بها يرفع صوتاً يُزجرُ
والنّشدُ والمقتاد يتقيها         كذا الحدودُ لا تُقام فيها
الى آخره،
 فهذا الذي نوصي به إخواننا في ليبيا وفي غيرها ولعل هذا السائل من منطقة معينة رأى فيها شيء من هذا وإلا ولله الحمد الغالب على عموم المسلمين احترام المساجد وتوقير المساجد فينبغي أن يهتم بهذا وأن يحافظ على هذه المساجد وحرمتها .
ونسأل لله سبحانه و تعالى التوفيق للجميع صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي