هذا السؤال السادس والأربعون، من سائلة - بعد السلام عليكم، والدعاء لكم يا شيخ بارك الله فيك -،
تقول: زوجي لا يقبل السفر معي لزيارة أمي في بلاد أخرى، ويقول لي: اذهبي وحدكِ مع بناتكِ مع أنَّه يعرف حقَّ المعرفة أنه لا يجوز السفر بدون محرم؛ فماذا تنصحونني - باركَ الله فيكم -؟ مع أنه ذهب معي من قبل، ولكن الآن يصِرُّ على عدم الذهاب إلى مثل هذه البلاد العربية؛ أفيدوني - باركَ الله فيكم -.
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته يا بنتي، وشكر الله لكِ هذا الدعاء، ونسأله أن يصلح حالنا وحالكِ، ومآلنا ومآلكِ.
أقول: بلغِّي زوجكِ منِّي السَّلام، وأن لا يترككِ تسافرين بِلا مَحْرَم؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يحِلُّ لامرأةٍ تؤمِنُ بالله واليومِ الآخر أن تُسافرَ مع غيرِ ذِي مَحْرَم)).
ولا تُلِّحِي على زوجكِ، خُذي منهُ جُودَهُ في هذا، استطاعته، فإن تيَسَّر سفره معكِ؛ فهذا هو المطلوب، وإلَّا فاطلبي مَحرمًا غيره، فإن لم يتيَسَّر هذا ولا ذاك؛ فالهاتف يكفي، تُسَلِّمين على الوالدة حسب قدرتكِ وقدرة زوجكِ، مرتين ثلاث في الشهر، فإنَّ مجرَّد زيارة الوالدة ليس مُسَّوِغًا،نعم؛ إذا كانت مريضة وتحتاجُ منكِ إلى خدمة، ولا تستغني عنكِ، أو كانت في حالٍ يُخشى عليها؛ فلا مانع أن تسافري -في هذه الحال -، وإن لم يتيَسَّر الزوج ولا المَحرم؛ لأنّكِ مضطرة في هذه الحال، والضرورة معتبرة.
أمَّا مُجرَّد أسأل على الوالدة، أو معايدتها، أو غير ذلك من الأمور؛ فهذه لا تُسَّوغُ لكِ - يا بنتي - السَّفر بلا مَحْرَم أو زوج. نعم.