بارك لله فيكم شيخنا، يقول السائل: هل من شروط المهاجر أن يستأذن الوالدين؟
حقيقة مسألة الهجرة كثير من الناس يجهل ضوابطها، وإنما يأخذهم الحماس، وقد فصلنا القول في هذه المسألة في مواطن لا أُحصيها، منها إجابات، ومنها تقريرات مسائِل في أثناء دروس.
أقول الآن: هذا الذي يُهاجر له أحوال:
- الحال الأولى: أن يتمكن في البلد الكافر بإقامة شعائر الله التي تَعبّده بها من أداء الصلوات الخمس في أوقاتها ولو تأخرت قليلًا لا بأس، ولو أَدَّى الأمر إلى أن يجمع الظهر مع العصر جمع تقديم أو تأخير، كيف ما تيسر، وكذلك المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير كيف ما تيسر، والجمعة، ويؤدي الزكاة إذا كان له مال زكوي، وكذلك يصوم رمضان ويحج و يعتمر إذا استطاع، ويبيع ويشتري بالحلال، فهذا لا تجب عليه الهجرة، بل إذا كان له والدان مسلمان فيجب عليه البقاء فيما أراه بينهما حتى يُبَرَّهما، وإن كان والداه كافرين أرى كذلك أن يبقى ويتأَلَّفهما لعل الله يهديهم للإسلام؛ هذا أولًا.
- الثانية: أن لا يتمكن من أداء ما افترضه الله عليه وتعبده به في تلك البلدة الكافرة، فهذا إن أمكنه الهجرة إلى بلد مسلم فذاك، وإلا فليهاجر إلى بلد كافر لكنه يؤدي فيه ما افترضه الله عليه.
هذه ضوابط الهجرة - بارك الله فيكم-، نعم بعض الناس ينتقل مؤقتا مثلًا ينتقل للمدينة أو مكة أو بلد مسلم مثل مصر، يلتقي برجال صالحين فضلاء عندهم من العلم ما يزودونه به، فهذا يستأذن والديه حتى يحصل على علم يُمَكِّنه من أداء ما افترض الله عليه على الوجه الصحيح ويُعَلِّم غيره إذا قَدِرَ على ذلك.
هذا ما لديّ في هذه المسألة الآن.