يقول: بارك الله فيكم، إذا حصلت مشكلة دنيوية بين سلفّيَيْن، وبعدها قاطع بعضهما البعض في الكلام، إلَّا إفشاء السَّلام وردِّه مع ما في الصَّدر ما فيه؛ فما حكم هذا الفعل؟ وهل يدخلان في أحاديث المتشاحنين الذيْن لا يُغفر لهما حتى يتصالحا؟
أقول الدنيا خطيرة ومَهلكة، والنبيُّ - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - قال: ((فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ))، هذا الذي نُحذِّر منه، ومن تحابَّ في الله، وجمعتهم المحبة على ذلك - على الإسلام والسُّنة - فلا يجعلان الدُّنيا محل اجتماع وافتراق، ولا أظنُّهما يخرجان عن حديث؛ يقول الله – عزَّ وجل -: ((كفِّروا من سيِّئات كلِّ مسلم إلَّا اثنين بينهما شحناء فدعوهما حتى يصطلحا، فدعوهما حتى يصطلحا، فدعوهما حتى يصطلحا))، فعليهما التوبة إلى الله – عزَّ وجل - والتصافي، وأنصح من حولهما من أهل الخير والتُّقى والفضل والصلاح أن يَسْعَوْا في الصُّلح بينهم، وأن يشدِّدوا على المعاند منهم. نعم