السؤال:
أحسن الله إليكم، السؤال الخامس عشر وهو السؤال الأول من سألنا من مصر يقول:
شيخنا أحسن الله إليكم ، انتشر في الآونة الأخيرة بين بعض السلفيين مقولة(الألباني محدث وليس بفقيه يؤخذ منه الحديث ولا يؤخذ منه الفقه إنما يؤخذ من الفقهاء كالعثيمين مثلا) فهل هذه المقولة صحيحة؟ فإن كانت صحيحة فكيف بمؤلفات الشيخ الألباني الفقهية وما تحتوي عليه من أحكام فقهية؟، هل معنى ذلك ألا يستفاد منها ولا يعمل بها وإن كانت المقولة غير صحيحة فكيف يكون الرد عليهم؟ وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.
الجواب:
أقول عُرف قديما تنوع الاجتهاد وتَجَزُّؤه فمن القدامى من كان مجتهدا في الحديث بمعرفته رواية ودراية ومعرفة العلل التي يُرد بها الحديث وأخرون في الفقه وقسم ثالث في التفسير وما علمنا أحدا يهون بشأن الأخرين.
والفقه أئمته يرجعون إلى حديث النبي-صلى الله عليه وسلم- فيجعلونها أدلة لما يرجحونه فالذى يظهر لى في هذه العبارة أنها من عبارات التهوين والتزهيد والتقليل من شأن الألبانى وغيره ،سيظهر رأسٌ آخر ويقولون فلان فقير فى الحديث ما عنده شيء ، خذوا الفقه ويأتى ثالث ويقول فلان ليس بشيء في الفقه ولا في الحديث وإن كان في التفسير هذا خطأ ، فشيوخ الإسلام عندي من المعاصرين ثلاثة:
أحدهما: سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وهو إمامٌ أثري فقيه مجتهد.
والثانى: سماحة الإمام المحدث في هذا العصر بلا منازع الشيخ ناصر.
والثالث: الفقيه المجتهد المحقق إمام وهو الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحم الله الجميع - والقاعدة أنه ما من أحدٍ إلا ويؤخذ من قوله ويرد ، وكان الإمام مالك - رحمه الله - كل ما فرغ من درسه قال: كل كلامٍ فيه مقبولٌ ومردود إلا كلام صاحب هذا القبر ويشير إلى قبر النبى - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ:
عبيد بن عبد الله الجابري