أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم، يقول السائل:
يوجد في منطقتنا كثيرٌ من الشباب السلفي يحملون السلاح مع الثوار ويقومون بالتفتيش بالبوابات والقبض على المطلوبين وبحراسة السجون ومضايقة إخوانهم السلفيين الذين لزموا البيوت حيث أن بعضهم يتهمونهم بالولاءِ للنظام السابق, نرجو منكم – حفظكم الله – البيان الشافي.
نسأل الله التيسير والعون والسداد لي ولكم، أقول: قال – صلَّى الله عليهِ وسلَّم -: ((الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)) الحديث، ممَّا يوجب على عوام القُطر وخواصه التعاون مع الأمير القائم المسلم على البرِّ والتقوى، ومن ذلكم نشر العدل والأمن في حواضر القُطر وبواديه وما بينهما من الفيافي والقفار ويتعيَّن هذا عينًا على فئتين من الناس:
الفئة الأولى: العسكر فإنَّ هذه مهمتهم, أعني التفتيش في البوابات وملاحقة المطلوبين أمنيًا وحراسة السجون وحراسة المنشآت والطرق وغير ذلك, هذا يتعيَّن؛ يجب عليهم وجوبًا عينيًا أعني هذه الطائفة يجب عليهم وجوبًا عينيًا.
الفئة الثانية: من طلبَهُ الإمام القائم أو نوَّابه للمشاركة معهم، لحاجتهم إلى مشاركته فيجب عليه كذلك، ويجب على هؤلاء المتعاونين أو المتطوعين - هذا الذي فهمته من فحوى السؤال – ألَّا يتصرفوا تصرفًا عشوائيا، بل يسيرون حيث التعليمات ولا أظنُّ أنَّ الدولة في ذلك القُطر - وقد عرفته - يأمرون بالأوامر العشوائية، لأنه لمَّا كانت الثورة كانت فتوى كثير من أهل العلم - ولعلهم جمهورهم - اعتزال الناس تلك الفتنة، وممَّا قيل لهم وأنا القائل؛ ولا أجدُ غضاضة في ذلك، قلته لمن استفتاني من رجال ونساء وبعضهم من طلابنا وبعضهن من طالباتنا كنت أقول أنا وغيري اعتزلوا هذه الفتنة، فإن كانت للرجل؛ إن كانت الدولة للرجل والظهور له سلِمْتم من شرِّه وإن كانت للآخرين دخلتم فيما دخل فيه الناس، لأنه من أصول أهل السُّنة السمع والطاعة في غير معصية الله حال العُسر واليسر والمنشطِ والمكره والأثرة لمن ولِيَ أمرنا وأن لا ننازع الأمَرَ أهله، هكذا قلنا فانكشفت الفتنة فولِيَ من ولِي، ونسأل الله أن يجمع خواصَّ ذلك البلد وعوامَّه على ما رضِيَه للعباد والبلاد من الإسلامِ والسُّنة.
وبهذا يُعلم أنَّ عمل هؤلاء المتطوعين يعني ما يقومون به من ملاحقة إخوانهم الذين اعتزلوا الفتنة هذا خطأُ فاحش ولا يحلُّ لهم.
هناك فئة ثالثة يجبُ عليها التعاون مع الأمير القائم على كشف المفسدين والمطلوبين أمنيًا، وهذه الفئة من يعلم من الناس مكانًا معيَّنًا لا يعلمه غيره ولا يصله غيره، وهذا الإنسان فردًا أو جماعة خطر على الناس يجب عليه أن يكشف عنه. نعم.