أحسن الله إليكم يقول السائل:
ما حكم عقد بيعة السرية لإمامٍ غير الإمام الذي بايعوه الناس وماهي شروط البيعة؟
هذه بيعة عرفت في هذا العصر لدى بعض الجماعات التي اشتهرت بألقابٍ معينة لهم بيعاتٌ سريةٌ لإمامٍ مجهول، حتى الذي يبايع لايعرف ذلك الإمام والمهم أنَّه يبايع على مبادئ ذلك الحزب ويوالي ويعادي عليه، وربما صُفيَّ إن خالف هذه البيعة وقتل، وهذا موجودٌ بكثرة وتلك البيعات بيعاتٌ جاهلية ليست من دين الله -سبحانه وتعالى- في شيء، والمسلم عليه أن يبايع الإمام القائم بغض النظر عن تقصيره أو فسوقه أو فجوره، وتكون في عنقه بيعة، فإن كان من بلدٍ لايوجد فيه إمامٌ قائم فيعزم العقد على أنَّه لو وجد الإمام الصالح حتى ولو تولى بالغلبة أنَّه يبايعه هذا هو المقصود، وأما هذه البيعات السرية فإنَّها لاشك بيعاتٌ جاهلية بيعاتٌ باطلة ولاتصح ويجب على المسلمين الخلاص منها والبعد عنها، بل إن نقضها واجب لأنَّها لم تقم على أساسٍ صحيح فمن وقع في مثل هذه البيعات السرية المجهولة فإنَّه يصير إلى مجهول وإلى طريقٌ مجهول وإلى دربٍ مظلم، عليه أن يتوب إلى الله -عز وجل- ويبتعد عن هذه البيعات السرية الخطيرة.