أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم، هذه مجموعة من الأسئلة وردت إليكم عن طريقِ موقع ميراث الأنبياء يُرجى من فضيلتكم التكرم بالإجابةِ عليها.
السؤال:
هذا سائلٌ من الجزائر يقول: أرجو تلخيصَ قول أهل السُّنة في صفة المعيَّة لله.
المعية كما جاءت في القرآن، في السنة قسمان:
* معيةٌ عامة: وهذه معِيَّةُ العلم فهي شاملة لأهلِ السموات والأرض وما بينهما وللمكلفين العقلاء ولغيرهم، فإنَّ الله مع كل مخلوقٍ خلقه بعلمه فلا تخفى عليه منهم خافية، فيعلم من الأعمالِ والأقوال والأحوال ما كان مثل الجبل أو أكبر وما كان مثل الذَّرة أو أقل، كلُّ ذلك يستوي في علمه - سبحانه وتعالى -، ومن هذا آية المجادِلة: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾، وختمها بقوله: ﴿إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "بدأ الله هذه الآية بالعلم وختمها بالعلم".
* الثاني: المعيَّة الخاصة وهي مَعيّته سبحانه لأوليائه من عباده: وهذه تكون بنصرتِهم وتأييدهم وشدِّ أزرهم وتثبيتهم على الحقِّ والهُدى وتوفيقهم لما فيه صلاح حالهم ومآلهم، مع العلم كذلك فإنه - سبحانه وتعالى – من معية علمه بهؤلاء أنَّه يضاعف الحسنة إذا عملها العامل منهم من عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرة.
ومن هذا القبيل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾.