قال سائلٌ: يوجد في مدينتي قُرْبَ منزلي شجرةٌ قديمة ليس فيها أوراق والعوام يعظِّمونها ويحكون عنها الأساطير ويوقدون عندها السُّرج .. إلى آخره، قال: فحلفت أن أحرقها بالليل ثم توقفت خشية الفتنة وأنا مازلت عازمًا على ذلك؛ ماذا توجهون؟
وكما ذكرنا؛ هنا - بارك الله فيك - يأتي دور طلبة العلم وهو من الأهمية أن تعرف وجوب دعوة الناس إلى الخير، فأهل السُّنة أعلمُ الناس بالحق وأرحمهم بالخلق، يعرِّفون الجاهل ويعلِّمونه ويذكِّرون الناسي والغافل فيأخذون بيده إلى السَّلامة ويعرِّفونه هذا واجبهم في بيان الحقِّ للناس وتعليم الناس وجوب توحيد الله وإفراده بالعبودية إلى غير ذلك، وتحذيرهم من الشرك ووسائله، التَّصحيح شاقٌّ جدًا يحتاجُ إلى صبرٍ وُمصابرة، بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، وهذا لا يكون إلَّا بالعلم الصحيح.
هذه الشجرة من الواجب على هذا الأخ أن يُعرِّف قومه ما ذكرناه قبل قليل من أهمية العناية بالتوحيد ودعوة الناس إلى السُّنة بعلمٍ وحِلمٍ، وفي المقابل من له ولاية في هذه المدينة يُبيِّن له إن استطاع الوصول إليه، إزالتها إن ترتب عليه ضررٌ كبير فهُنا ﴿قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ﴾[الأعراف: ١٦٤]، وهذا لا يُعفيه من الإنكار الدائم بالقلب واللسان، أمَّا الدائم بالقلب فهذا لا ينفكُّ عنك لأنه يجب عليك أن تُبغض الشرك وأهله، وأمَّا باللسان فلا يفتر لسانك عن بيان الحق للخلق ونصيحتهم بما تستطيع، وبيان الحق لهم فإن استطعت باليد وأُمنت الفتنة فلا حرج من ذلك، وأمَّا إن كانت الفتنة قائمة قوية فأمسك عن ذلك وبيِّن ما تستطيع بيانه لهم كما ذكرنا.