جديد الموقع

8882876

السؤال: 

قال السائل: حديث أبي واقد - رضي الله عنه – هل يدل على أن الصحابة وقعوا في الشرك أو البدع؟

الجواب: 

كلَّا، ولهذا جنابُ الصحابة جنابٌ عظيم، ولا يجوز لك أن تُحدِّثَ نفسك بهذا، ولهذا ظنَّ بعض الناس هذا الظن، ظن السوء - والعياذ بالله - في الصحابة الكرام، وحاشاهم - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم - ولكن الذي وقع من بعضهم وقد علَّله أبو واقدٍ - رضي الله عنه - بقوله:"ونحن حدثاء عهدٍ بكفر"، يعني بقايا باقية من أمورٍ كُنَّا نظن أنها صواب أو أنَّها حسنة، فأجابهم النبي – عليه الصلاة والسلام – ووجهَّهم، وهذا الفعل والقول من أبي واقدٍ - رضي الله تعالى عنه -  يدلُّ على أنَّ من سبقه من الصحابة الذين تقدَّم العهد بهم ما قالوا هذه المقالة، لعلمهم بأنها مقالةٌ لا تصح، أمَّا أولئك - رضي الله عنهم - أو من قال منهم هذه المقالة، ما كان عنده معرفة بحكمها، فلا يجوز لك أن تعتقد فيهم هذا الاعتقاد.

قد يقول قائل إذًا لماذا تُذكر الفوائد والأحكام من هذه الأحاديث؟؛ هكذا الأحاديث وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس أنَّ أحاديث لها أسباب ورود، وفقهُ من فِقه الحديث معرفة سبب وروده، ولهذا يستنبط العلماء الأحكام المبنية على هذه الأحاديث أو من هذه الأحاديث سواءً في هذا الباب أو في الأبواب الأخرى، كما في حديث الثلاثة الذين خُلِّفوا - رضي الله تعالى عنهم - والحديث في الصحيحين، كعب بن مالك وصاحبيْه، تابوا أو لم يتوبوا؟ قد أنزل الله توبتهم، ومع هذا لا زال أئمة السنة منذ القرون المفضلة إلى يومنا هذا يستدلون بهذا الحديث على وجوب هجر أهل الأهواء والبدع وأن هجرهم على التأبيد حتى يتوبوا، وقال الإمام أبو جعفر الطبري - رحمه الله -: "الحديثُ أصلٌ في هجر أهل الأهواء والبدع والمعاصي" إلى غير ذلك، قد تابوا - رضي الله عنهم وأرضاهم - لكن بقِيَت الأحكام، بَقِي فقه الأحاديث واستنباط الأحكام منها، والناس في العلم طبقات كما قال الإمام  الشافعي - رحمه الله -: "الناس في العلم طبقات بقدرِ معرفتهم بالعلم به نصًّا واستباطًا" ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾[الحديد : 21].

الشيخ: 
 عبد الله بن عبد الرحيم البخاري