جديد الموقع

8882913

السؤال: 

السائل: ما حكم من رمى الجمرات قبل الزوال تفاديًا للزحام وتنفيذًا لأوامر اللجنة المنظمة؟

الجواب: 

رميه غير صحيح في أصح قولي العلماء، رميه غير صحيح وقع في غيرمحله، فإذا كانت ثلاثة الأيام جميعًا رماها على هذا النحو أو اليوميناليوم الحادي عشر والثاني عشر رماها على هذا النحو إذا كان متعجلًاومشى فالصحيح من قولي أهل العلم أن رميه غير صحيح وعليه فيه دمنعم، وأما طاعة هذه اللجان التي يأتون معها في بعثات الحج اللجانالحكومية أو لجان الحج والعمرة التي تشرف البعثات هذه إنما تطاع فيالمعروف فإن النبي - صلى الله عليه وسلم  قال: ((خُذُوا عَنِّي مَناسِكَكُمْ)) ما قال خذوا عن اللجان مناسككم، نحن نأخذ مناسكنا عن الله عنرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن الله - جل وعلاقال﴿ وَلِلَّـهِ عَلَىالنَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا  [آل عمران:97] وبينه رسولالله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله في سنته الصحيحة - صلواتالله وسلامه عليه -، وقد نقل أصحابه حتى نزوله للبول والتوضي في هذاما تركوه - صلوات الله وسلامه عليه -، ورضوان الله عليهم أجمعين-؛كي يبينوا لنا المشروع من الممنوع، والرمي قبل الزوال ما أباحه النبيصلى الله عليه وسلم - ولم يفعله، ولم يفعله بل كان ينتظر ويتحين كماقال ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما:   "كنا نتحين الشمس حتى إذازالت رمينا"، فلو كان هذا الباب جائز لأجازه النبي - صلى الله عليهوسلم - لا سيما في حجته كانت ذروة الزحام ذروة الزحام مئة وعشرينألفًا تقريبًا حجوا معه هذا لم تعهده مكة، مئة وعشرين ألف في ذلكالحين يشبه الملايين الآن في عصرنا هذا لم تعهده مكة ذاك وفي ذلكالحين ما كان النبي - صلى الله عليه وسلميرخص لهم، رخص لهم -صلى الله عليه وسلمفي أن يدفعوا الضعفة والنساء والعجزة والصبيانأن يدفعوا في ثلث الليل الأخير حينما غاب القمر من المزدلفة إلى مكةوأمرهم ألا يرموا حتى يصبحوا خشية حطمة الناس، المرأة لا يزاحمهاالرجال والطفل لا يضغطه الرجال والبدين والضعيف في الخلقة والجسملا يؤثر عليه الرجال بكثرتهم فأذن لهم ومع ذلك لم يأذن في الرمي قبلالزوال، أذن في يوم النحر رميت قبل أن أحلق احلق ولا حرج حلقت قبلأن أرمي احلق ولا حرج طفت قبل أن أرمي، ما سئل عن شيء إلا قالافعل ولا حرج ومع هذا لم ينقل عنه في هذا اليوم فلو كان هذا اليوم محلتيسير على الناس كما يزعمون لهذا لقاله رسول الله - صلى الله عليهوسلم - فإن الله - جل وعلا -: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا(26)  إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ﴾ [الجن] ، ورسول الله - صلى الله عليهوسلم - يوحى إليه وهو عالم بإعلام الله له فكان يأذن في هذا يقولسيأتيكم أزمان فيها شدة الزحام فأجيزوا لهم الرمي قبل الزوال أو أجزتلهم الرمي قبل الزوال أو يفعله - صلى الله عليه وسلمومع ذلك لم يفعلهعليه الصلاة والسلام - فالواجب علينا جميعًا أن نحج كما حج النبي -صلى الله عليه وسلم -.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري