جديد الموقع

8882916

السؤال: 

السائل: عفا الله عنكم، ما نصيحتكم لمن يقضي وقته من الحجاج في تتبع الآثار والأماكن والسؤال عن بعضها كمبرك الناقة، ودار أبي أيوب الأنصاري، والبيت الذي ولد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وغار حراء، وغيرها من الأماكن؟

الجواب: 

هذا أتعب نفسه فيما لا يعود عليه بفائدة بل ربما عاد عليه بالإثم؛ لأنتتبع هذه الآثار إنما هو شأن الأمم قبلنا، نسأل الله العافية والسلامة،وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلمما فعلوا شيئًا من ذلك، وهذاالمسلم وقته ثمين قد جاء من بلاد بعيدة، فعليه أن يستغله فيما يعودعليه بالفائدة، عليه أن يستغله بذكر الله - جل وعلا -، وقراءة القرآن،والصلاة في المسجدين النوافل فيتقرب إلى الله - سبحانه وتعالى - بهذا،وإن كان في مسجد في بيت الله الحرام فإنه يكثر أيضًا من الطواف، أماهذه الأماكن فلا تشرع زيارتها، والذي شرع زيارته فقط بمدينة النبي -صلى الله عليه وسلم - هو مسجد قباء فإن الصلاة فيه بأجر عمرة: ((مَنْتَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ))،ثم يزور البقيع فيسلم على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فإن أكثر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مدفونون بالبقيع، يسلمعليهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، وكذلك استغفر لمن بالبقيع من أمواتالمسلمين، فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكملاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية أنتم سلفنا ونحن لكم تبع، أو نحن فيالأثر نعم، أو يقول السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإناإن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية ويستغفر لهم،

والثالث يزور شهداء أحد عم النبي - صلى الله عليه وسلم - حمزة، عبدالله بن حرام والد جابر ومن معهما - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم -،فيأتي شهداء أحد فيستغفر لهم ويدعو لهم فإن النبيصلى الله عليهوسلم - زارهم قبل وفاته - عليه الصلاة والسلام - ودعا لهم، هؤلاءيشرع أن يأتي إليهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، وما عدا ذلك لا نعلم مكانًامن الأماكن لا في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بمكة يزار، لادار الدار التي يزعمون أنه ولد فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولاغار حراء ولا جبل ثور، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعاده اللهجل وعلا - إلى مكة عام الفتح وفتحها وأظهر فيها دين الإسلام ولميذهب بعد ذلك إلى غار حراء يتعبد فيه، ولم يذهب إلى غار ثور الذياختبأ فيه يوم أن كان مهاجرًا - صلى الله عليه وسلم - فلم يذهب، بل غارحراء لم يدخله من بعد ما أوحي إليه وأرسلصلى الله عليه وسلم - فإنهنُبئ باقرأ وأرسل بالمدثر﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1)‌ قُمْ فَأَنذِرْ‌(2) فمن بعد .ماأرسل ما صح أنه - صلى الله عليه وسلم - رجع إلى غار حراء يتعبد فيهولو كان هذا مشروعًا لفعله - صلى الله عليه وسلم  - ولو مرة، لم يثبتعنه، فهؤلاء قد أتعبوا أنفسهم فيما لا طائل تحته وضيعوا أوقاتهم نسألالله العافية والسلامة، فالذي نوصيهم به أن يحفظوا أوقاتهم وأن يحموادينهم أن يصرفوا الوقت في النافع من الطاعات التي تعود عليهم بالخير،ويحذروا الابتداع نعم. 

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي