هذا يتكلم عن إخوانه السلفيين في ألمانيا يقول: يمكن تقسيمهم إلى أربعة أقسام:
طالب علم يفهم الدليل، وسلفي لكنه يعد من عوام السلفيين، وحديث عهد بالسلفية، وحديث عهد بالإسلام. فما الموقف من كل هؤلاء من الفتن التي يمر بها المسلمون عمومًا؟
أنا أجيبه بالعكس من الأخير أقول: أما حديث العهد بالإسلام فمن فضلالله عليه - جل وعلا - أن يوفقه لأصحاب السنة كما قال الإمام أحمد:"من فضل الله على الحدث والعجمي إذا أسلم" الذي لا يفهم العربية لأنهكيف يدخل في الإسلام ويتعلم الإسلام إلا بواسطة قال: "أن يوفقلصاحب سنة" فأوصي إخوتي أهل السنة الذين هم على الطريقالصحيح طريق السلف الصالح أوصيهم أن يعتنوا بهذا الجديد، حديثالعهد بالإسلام فيعلموه الإسلام الصافي الصحيح، ومع التعليم يحذروه،إذا جاء تعليمه في باب توحيد العبادة في توحيد الربوبية حذروه منالإلحاد الذين ينكرون وجود الخالق - جل وعلا-، فيعطونه دليلًا أو دليلينيرد على هؤلاء الملاحدة الذين يزعمون أنه لا خالق للعالم وأن الطبيعةوجدت هكذا وأن هذا العالم كله أوجدته الطبيعة فيعطونه دليلا أو دليلينمن الأدلة العقلية، ومن هذه الأدلة ما يروى ويذكر أن أبا حنيفة قال يعنيلما جاء سائل يسأله قال: "ذروني فإني أتفكر في أمر في مسألة، فيسفينة تَعُبُ البحر يعني تقطع البحر وعباب البحر وتزخر فيه، وتأتي منغير سائق فتفرغ حمولتها وتنزل حمولتها ثم تعود مرة أخرى، فهذهالسفينة قد أشغلني أمرها، فتعجبوا كيف يكون هذا سفينة تمشي بدونربان وبدون قائد وتفرغ نفسها بنفسها وتعود وتحمل نفسها بنفسها،قال: قلت تبًا لكم أكانت هذه سفينة ما قبلتم فيها هذا فكيف هذا العالمعلويه وسفليه وأجرامه ونجومه وسماواته وأرضه وبحاره وأشجارههذا الذي كل الذي فيه يصرف نفسه بنفسه؟ فبهتوا" ، فالشاهد مثل هذهالأدلة يعطونه، إذا جاء إلى باب توحيد العبادة كذلك يعلمه ما يجب عليهفي توحيد العبادة، ويذكر له الشبه التي يدخلها أهل الشرك بالله - تباركوتعالى - يدخلها مبسطة ميسرة إليه ويرد عليها ردًا مثل هذا الذي ذكرنافي توحيد الربوبية، وهكذا إذا جاء في توحيد الأسماء والصفات علمه مايجب لله - تبارك وتعالى- عليه من إثبات الأسماء الحسنى والصفاتالعليا، ويحذره من كل من أنكر أسماء الله - تبارك وتعالى- وصفاته، أوأولها وحرفها عن حقيقتها ورد السلف على هؤلاء باختصار جدًا،فيصفوا له أنواع التوحيد الثلاثة، ثم بعد ذلك يفقهه في دين الله، ويعظمفي صدره اتباع الدليل بذكر الآيات التي وردت في شأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمثل قوله وأطيعوا الله وأطيعوا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء:59]،ويشرح له لماذا قال أطيعوا الله ثم قال وأطيعوا الرسول ولما جاء أوليالأمر لم يقل وأطيعوا وإنما قال وأولي الأمر منكم، فيبين أن طاعة وليالأمر مندرجة تحت طاعة الله وأن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم- استقلالًا تجب؛ لأنه لا يأمر إلا بطاعة الله فهو المبلغ عن الله - تباركوتعالى- ويذكر له مثل قوله: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾[النور:54]، ومثلقوله: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُعَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)﴾[النجم]، وقوله- عليه الصلاةوالسلام-: ((أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)) وما معنى المثل وأنالمراد به سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنها كالقرآن وحي منالله، وأن الشأن إنما هو في صحة الإسناد إلى النبي- صلى الله عليهوسلم- فإذا صح الإسناد وجب الأخذ به كالقرآن سواء بسواء، وإن كانتدونه من حيث عدم التلاوة فإن القرآن يتعبد بتلاوته والسنة لا يتعبدبتلاوتها، بمعنى أنك تريد أن تحصل على الذي تحصل به في قراءةالقرآن ((الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ)) فهذا علىقراءته عشر حسنات؟ لأ، ولكن هو هي كالقرآن من حيث الاحتجاج بهاإذا صحت فإن ثبوت الأحكام التي بنيت على آيات القرآن، هكذا أيضًامثلها الأحكام التي بنيت على الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلىالله عليه وسلم -، وهكذا يتدرج به، ويعظم في صدره الدليل، وأن العلماءعلماء الإسلام كلهم محل اجتهاد الذين علموا بالاجتهاد ومع ذلكيخطئون ويصيبون ونحن نعظمهم؛ لأنهم استفرغوا جهدهم وبذلواوسعهم في النصيحة للإسلام والمسلمين، لكن إذا أخطئوا رددنا عليهموهكذا،
وهكذا حديث عهد بالسلفية يعرف الإسلام لكنه مشوه عنده فعليه أنيُعرفه به كما تقدم في الأول،
وأما السلفي الذي يعرف هذا لكنه من عوام السلفيين بمعنى أنه ليسعنده من العلم والتفصيل الدقيق الذي عند طلبة العلم العالمين الفاهمين،فهذا يكفي أن يكون هذا، ونوصيه نحن بأن يتعلم، يتعلم أصول دينه التيلا يسعه جهلها ولا يجوز له أن يجهلها فيثبت بسبب ذلك،
وأما طالب العلم الذي يفهم الدليل فنحن نوصيه:
أولًا: بالاجتهاد في نفسه في التقوي في العلم بالتقوي في العلم والازديادمن طلب العلم، ونوصيه أيضًا مع هذا: بالقعود لإخوانه وتعليمهموتفقيههم ونشر الخير بينهم فهذا يجب عليه ما لا يجب على بقيةالأصناف الثلاثة، ونسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يوفق الجميع،
وأما موقفهم من الفتن التي تمر بالمسلمين فموقفهم الموقف الصحيحينظرون ما عليه علماء أهل السنة في بلد الإسلام خصوصًا كالسعودية،علماء السنة الذين هم على طريق السلف الصالح سائرون عليهم أنينظروا إليهم ويستفتونهم فيما أشكل عليهم ويقتدون بهم والله الموفقنعم.