السائل الثاني من المالديف؛ يقول:
أولًا: أعمل جُلَّ النهار في دُكَّان؛ فهل يعد ذلك من الحرص على المال؟
الظاهر ما من أحد إلَّا ويحرص على المال، لكن الحرص المذموم هو الذي يصحبه هلع وإمساك عن الواجب، أمَّا الحرص؛ أن يحرص المرء على جمع المال واكتسابه من وجهٍ حلال والإنفاق منه فيما أوجب الله عليه هذا لا بأس به - إن شاء الله تعالى -، حتى لو أُوتيت من المال مثل ما أُوتِيَ قارون؛ لكنك تصل الرحم وتعرف الحقوق ما كان لله وما كان لعباد الله، فتؤدِّي إلى ذي الحق حقَّه، ولا تبخس منها شيئًا، هذا أمر.
والأمر الآخر: ألَّا يكون هناك تضييع فرض واجب مع قدرته على أدائه، مثل: كونه يقدر على الصلاة جماعة لسماعه الأذان ثُمَّ لا يصلي جماعة مع إمكانه من ذلك، هُنا يكونُ حرامًا، ليس المال حرام لذاته، لكنه حرام لأنه أدَّى إلى ترك فرض واجب وهو صلاة جماعة.
يقول ثانيًا: ما حكم العمل في مثل هذا، علمًا بأنَّ الاختلاط قد كثر وماذا تنصحوني به؟
الشيخ: إن استطعت أن تنأى بنفسك عن الاختلاط بالنساء وتعمل في أماكن ليس فيها نساء، أو فيها نساء لكن غير مختلطات بالرجال فافعل، هذا هو الأصل، وإن لم تستطع فغُضَّ من بصرك ولا تُحدِّث النساء إلَّا حسب مُقتضيات العمل.