أحسَنَ الله إليكم وبارك الله فيكم, هذا سائِلٌ من العراق يقول: أنا شابٌّ عمري اثنان وعشرون سنة، وأحِسُّ أنِّي بدأت أفقد ديني بسبب الفتن, فالمساجد ممتلئة بالمُبْتَدِعَة والتَّكْفِيريين, فلا أذهب إلَّا لصلاة الجماعة, والجامعات مُختلطة, ولا أريد الذهاب إليها, ووالدي يريدني أن أتوظَّف, والوظائف مختلطةٌ أيضًا, والفتن تحيط بي من كل مكان, وأريد أن أهاجر ولكن والدي لا يسمح لي بالهجرة؛ فماذا أفعل؟
يا بنيَّ العراقي؛
أولًا: إن كنت محتاجًا إلى الوظيفة أو كان أبوك محتاجًا لعونك بهذه الوظيفة, فاستعن بالله وغُضَّ من بصرك ولا تُحدِّث النساء, ولا تُحادِثْهُن إلّا بقدرِ ما تستدعيه حاجة عملك معهن فقط, غُضَّ من بصرك كما أمرك الله - عزَّ وجل - بقوله: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾.
ثانيًا: لا يجبُ عليك أن تُطيع والدك فتدرس في الجامعة إذا كنت تخشى الإنجراف وراء الممسوخات من النساء وقليلات الحياء, فبلِّغ والدك منِّي السلام, وهذه الوصيَّة, وإن شاء الله أنَّه لا يُخالف نصيحتنا.
الأمر الثالث: إذا كان أبوك لديه من يخدمه من إخوانك وأخواتك وغلب على ظنِّك أنك لا تستطيع مجاهدة نفسك حيال ما تراه من فتن؛ ليست عندك قدرة على كبحها، فهاجر ولو خُفية إلى بلدٍ تطمئِّنُ فيه، وأنا في الحقيقة أوصيك - أنا ما أدري أنت من أية محافظة -، لكن حسب علمي أنَّ محافظة صلاح الدين ولله الحمد طيبة، جيدة، هناك أخوة فيها، منهم أخونا الشيخ أحمد بن صالح بن حسين، وأخونا الشيخ موفق بن حسين، وأخونا الشيخ عبد اللطيف بن أحمد الكردي؛ هو قائم ومشرف على مركز السنة في مدينة العلم بتلك المحافظة، ولكن إذا هاجرت إلى هؤلاء كن على اتصال بوالدك، إن شاء الله، وادعُ الله لوالدك بالهداية ووالدتك، وسائر أهلك.
القارئ: أحسن الله إليك شيخنا، يقول أنه لا يذهب إلَّا لصلاة الجمعة.
الشيخ: هذا لا بأس، ما دام أنه لكثرة ما يراه، لكن أنا أرى أنه يصلي حتى الجماعة، ولا يختلط بهؤلاء، ما عليه منهم، يُصلِّي ويَدَعَهم وشأنهم. نعم.