بارك الله فيكم شَيخنا، يقول السؤال: هَل يَجوز جَمع صلاتي المَغرب والعِشاء بسبب التَّعب الشَّديد؟
صحَّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه جَمع بين الظُّهر والعصر، وبين المَغرب والعِشاء مِن غير خوف ولا مَطَر، فسئُل ابن العبَّاس – رضي الله عنهما – لماذا؟ قال : لئلا يُحرج أمَّتَه.
فمن وَجد في نَفسه غَلبت ضنّه لإرهاق أو تَعَب شديد أو مَرض أن صلاة العشاء تفوته فلهُ أن يجمعها مع المغرب جمع تقديم لكن بدون قصر، هذا إذا كان نازلًا في بلدهِ - إذا كان مقيمًا في بلدهِ- أما إذا كان نازلًا في بلدٍ غير بلدهِ وهو مُسافِر فله القصر مع جمع التقديم والحالة هذه.
ومن هنا نذكر إننا أفتينا بعض من سألنا في أوروبا وغيرها الذين يضيق عليهم الوقت ما بين صلاة العشاء وصلاة الصبح أن يجمعوا جمع تقديم، فإذا صلَّوا المغرب جمعوا معها العشاء، نعم في حالة واحدة أستثني؛ وهي إذا كان الشخص سيسهر، إما في زيارات أو مثلًا في أشياء كأن يكن في المقاهي، أو في المتنزهات، فهذا في الحقيقة ليس عليه حرج، يُصَلِّي كل صلاة في وقتها، لكن من أراد أن ينام مثلًا في رمضان استعدادًا للسحور وصلاة الصبح، أو نام في غير رمضان يريد أن ينام مبكرًا حتى يستيقظ لصلاة الصبح، فهذا هو الذي يُرْفَع عنه الحرج فيُفْتى بأن يجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم كما قدمنا.