أحسن الله إليكم شيخنا وبارك فيكم وفي علمكم ونفعَ بكم الإسلام والمسلمين، يقول السائِل: من أساليب أعداء الدين تثبيط المسلمين عن العبادة، وإشغالهم عنها بشتى الطُرُق، ومن ذلك أنهم يُشيعون في وسائِل الإعلام هذه الأيام أنَّ رمضان هذا العام أشدُّ حرًا من الأعوام الماضية؛ فنرجو منكم نصيحة لعامة المسلمين تشحذ الهمم وتشفي الصدور.
الصبر والاحتساب، المسلمون في عهدهِ - صلى الله عليه وسلم- صاموا في شدة حرّ وشدةِ برد، بل وجاهدوا في رمضان ومنهم الصائِم ومنهم المُفطِر، فهذه الإشاعات- ولله الحمد- لا يكترثُ بها أولوا الهمم العالية، والنيات الخالِصة والعزائِم الصادقة، بل المُسلم دافِعه كما قَدَّمنا الصبر والاحتساب، مهما يكن الوقت من شدّة بردٍ وشدّةِ حرّ، يُروى أنَّ الحجّاج كانَ قادِمًا من العراق إلى مكّة، قالوا: وكان يُحبُّ أن يدعو إلى غدائِه أو عشائِهِ من حوله، فبعثَ من بعث فوجدوا راعي غنم مُستظلًا تحت شجرة، فقيل له: أجب الأمير-الحجّاج-فجاءَ، فقال له: (كُل معنا يا شيخ)، قال: (إني صائِم)، قال: (سبحان الله! في هذا اليوم الشديد الحرّ)! قال: (صمتهُ لِمَا هو أشدُ منه حرًّا)؛ يعني يوم القيامة.