السؤال الأخير يقول: هل صحيح نقول من فوائد الآية في قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، أنَّ الإيمان هنا يُرادفه الأمن، بوجوده يوجد وبِفقده يُفقد؟ وجزاكم الله خيرًا.
الأمن؟ يعني الأمن في الدُّنيا؟ لم يقل هذا أحدٌ من أهل العلم فيمن وقفنا على أقواله من أئمة السُّنة، ولعلَّها من بعض المتحرِّقة.
الأمن المقصود به في الآخرة، وهو أمنان، والمقصود بالظلم الشِّرك، لقوله - صَلَّى الله عليه وسلَّم - لمَّا شكى عليه الصحابة شدة ما يجدونه من وقع هذه الآية الكريمة على قلوبهم حتى قال قائلهم "أيُّنا لم يلبس إيمانه بظلم" قال: ((لَيس بذاك، أَلَم تَسمعوا إِلَى قولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾))، هذا في بعض طرق الحديث، فالظلم الشرك.
والأمن؛ إذًا هو أمن الآخرة، وهو أمنان:
أمنٌ تام، وهذا في حقِّ من لَقِي الله على التوحيد والسَّلامة من المعاصي، فهو آمنٌ من دخول النار.
والثاني: أمنٌ ناقص، وهو في حقِّ من لَقِي الله على التوحيد مُصِرَّا على كبائر، فأمنه ناقص، لأنَّه آمنٌ من الخلود في النار، غير آمن من دخولها لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾. نعم.