جديد الموقع

8883052

السؤال: 

أحسن الله إليكم؛ وهذا سائل عن طريق الشبكة يقول: فضيلة الشيخ يوجد من ينتسب إلى السنة ويعذر من يسب الله – جلَّ وعلا- ورسوله -عليه الصلاة والسلام- بمعاذير كالجهل والغضب؛ فهل هذا صواب؟ وما توجيهكم حفظكم الله؟

الجواب: 
-                 أولًا: أنا لا أعلم إمامًا مُحققًا يسلك هذا المسلك؛فيطلق هذا الإطلاق,
-                  لكن ربما وُجد بعض العلماء الأفاضل يعذرون فئات من الناس كالذين عرفوا لا إله إلا الله، ولم يتعلموا معناها والعمل بمقتضاها؛ فيعذرونهم من هذه الناحية؛ أما العذر على سبيل الإطلاق فلا.
 فسب الله -عزوجل- أو سب دين الإسلام أو سب محمد -صلى الله عليه وسلم- أو سب الصحابة بتكفيريهم أو أنهم جميعهم فُساق، هذا مما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ بل من شك في كفر ذلك كان كافرًا؛ لأنه معلوم من الدين بالاضطرار؛ وكون بعض الناس يُعذر للغضب مطلقًا فهذا عذر أقبح من فعلكما يُقال.
 أما يجد من يسبه عند غضبه غير ربه أو نبيه أو دينه! هذه حماقة؛ لا يستريح منها حتى يُفصل رأسه عن عنقه؛ هناك يستريح ويُستراح منه؛ لأن هذا ردة عن دين الله، فيجب أن يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتل، والذي يُنفذ هذا الإمام بعد حكم القاضي الشرعي.
 لكن هناك صور تحدث لشدة الغضب؛ فعلى سبيل المثال، شخصٌ أراد أن يسب أبا آخر كولده أو زوجه او أخيه أو إنسان منه بمكان أراد أن يسب أباه؛ فمع شدة الغضب ذلَّ لسانه فسب ربه؛ فإن كان لا يدري عما يقول فهو معذور في هذا. نعم.
ومن شواهد هذا قصة صاحب الراحلة التي فقدها ضلت عنه وعليها طعامه وشرابه فلما يئس منها استظل تحت شجرة فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه فأمسك بخطامها وقال:" اللهم أنت عبدي وأنا ربك" فهذه الكلمة كلمة كفر وردة ولكن لم يُكفر هذا. لماذا؟! لأن غلبت الفرح استحوذت عليه فأخطأ من شدة الفرح؛ والذي غضب، الذي تملكه الغضب الشديد فلم يعِ ما يقول هو مغفور له - إن شاء الله تعالى- لكن يؤمر بالاستغفار وعليه أن يكثر من الاستغفار استغفار الله - عزوجل-.
الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري