بارك الله فيكم شَيخنا، السؤال الرابِع عشر، يَقول السائل: كيف يكون التعامل مع الصوفيّة؟ لأنهم يكرهوننا ويؤذوننا؛ هل نهجرهم أم نتلطّف معهم، ونخالطهم في غيرِ بدعهم؟
هذه قاعدة مضطردة، فما من مبتَدِعٍ إلا ويُبغض أهل السُّنة، وقد ينتهي الأمر بهم إلى السيف، كما قال قائِلُ بعض أهل العلِم - رحمهم الله-: (مَن ابْتَدَعَ بِدْعَةً إِلا اسْتَحَلَّ السَّيْفَ)، وقد تكون البِدع من الصغائِر لكن هذه النهاية، ولهذا حذّرَ أهل العلِم من صغارِ البِدع، كالتسبيح بالحصى جماعة، الذكر الجماعي، التسبيح بالحصى، اختراع عدد من التسبيح لم يكن في سُنة النبي - صلى الله عليهِ وسلم- فوجِدَ من بعض المُتَصَوِفة من يتّخذ التسبيح الآلي فيَعُد عشرَة آلاف تسبيحة وهكذا، فهذا من المحدثات في دين الله، فكون الصوفيّة يكرهونكم ويبغضونكم، هذا ليس بمستغرَب علينا، فلا تستغربوه أنتم، لكن انظروا في الحال والمآل، فإن كان هؤلاء المتصوفة هم أهل الشوكة والصولة والجولة والكفة الراجحة في البلد منهم أئمة، أئمة المساجِد، وقُضاة ووزراء، وزراء شؤون إسلامية، ورؤساء محاكم فداروهم، إذا لقيتموهم فسَلّموا عليهم، وهشّوا لهم وبشّوا، هذه مُداراة وهي جائِزَة، ففي صحيح البُخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- (أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أئذنوا لَهُ)وفي رواية (ائْذَنُوا لَهُ) ضُبِط على الوجهين، فلما دخلَ عليهِ هَشّ لهُ وبشّ وألانَ لهُ الكلام، فلما خرجَ من عندهِ قالوا يا رَسُول الله قُلتَ ما قُلت في الرجل فلما دخل عليك فعلتَ معهُ ما فعلت، صنعتَ معه ما صنعت، قال: ( إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ) يعني تركوه (اتِّقَاءَ فُحْشِهِ)، أما إن كانت الصولة والجولة وقوة الشوكة ورُجحانُ الكّفة لأهلِ السُّنة فيُهجر هؤلاء ويُحَذَّر منهم ولا كرامة، وقد بينتُ هذا في مواطن عِدة ومنها رسالة صغيرة طُبعت ضمن مجموعة الرسائِل بعنوان: (الحدّ الفاصِل بين أهل السنة وأهل الباطِل) أو( بين أهل الحقّ وأهل الباطِل)فليراجعها من شاء وليس هذا والله بالله وتالله من عندي إِنما هوَ استِنباطٌ لِما كانَ عليهِ السَلفُ الصَالِح، وَ كَيفَ يُعامِلون المُخالِفين مِن المُبتَدِعة.