جديد الموقع

8883091

السؤال: 

يقول هذا السَّائل: أنا طالبٌ جامعيٌّ من الجزائر، عندي أصدقاء في الحقيقة مولُعُون بالعلوم الماديَّة الدُّنيويَّة، حتَّى أصبحُوا يقلِّلون مِنْ قيمة العلوم الشَّرعيَّة؛ ويقولون: أنَّ السَّبيل إلى التَّطوّر يكون بالعلم، يقصدون الدُّنيويّ.

الجواب: 

علىٰ كلِ حالٍ هؤلاء يجب النُّصح لهم، ومن أعظم من تكلَّم في هذه المسألة وبيّن فضيلة العلم الشَّرعي الشَّريف النَّبيل: الإمام ابن رجب - رَحِمَهُ اللهُ - في كتابه "فضل علم السَّلف على علم الخلف"، والعلم والأحاديث والآيات والآثار الواردة في فضل العلم إنَّما هي منصبَّةٌ بالدَّرجة الأولى في علوم الشَّريعة، وليست في العلوم الدُّنيويَّة، فكلُّ الأحاديث والآثار والآيات الواردة في فضل العلم إنَّما هي في فضل العلم الشَّرعيّ، علوم الشَّريعة، العلوم الدُّنيوية إنَّما تأتي - كما ذكرت فيما مضىٰ - تبعًا من حيث حاجة المسلمين وسدِّ كفايتهم.

أمَّا الولوع بها: فهذا ما يُخشى هذا ما يخشى منه أنْ يولع النَّاس بعلوم الدُّنيا ويزهدوا، ويُزّهدوا النَّاس، ويزهدون في علوم الشَّريعة، فهنا القاصمة؛ ـ والعياذ بالله ـ.

وإنَّ من أشراط السَّاعة، كما جاء في "الصَّحيحين": ((أنْ يقل العلم، ويكثر الجهل))، وفي لفظٍ: ((أنْ يرفع العلم، ويثبت الجهل)). وكلُّ ما جاء على خلاف هديِ رسول الله - عليه الصَّلاة والسَّلام - فهو من الجهل؛ ولو كان من العلوم الدُّنيويَّة،  كما قالَ الإمام ابن القيِّم: "كلُّ ما كانَ على مخالفة هدي رسول الله فهو من الجهل". فليحذر المرء ويُذَكَّر هؤلاء الإخوة الطُّلاب أنَّهم إنَّما ينتفعون ويرتفعون ـ إنْ شاء الله ـ بتعلُّم العلوم الشَّرعيَّة إذا أخلصوا لله - جلَّ وعلا - فيها، وإذا جمعوا بين العلوم الشَّرعيَّة وبعض العلوم الدُّنيويَّة هذه، يكونوا قد نفعوا أنفسهم، ونفعوا الأمَّة ـ إنْ شاء الله تَعَالَى-. 

الشيخ: 
 عبد الله بن عبد الرحيم البخاري