يقولُ السائل: بارك الله فيكم، هل سبُّ الصَّحابةِ – رضوان الله عليهم – يختلف من حيث تعلقه بالحكم على المعين بالْكُفرِ أو الابتداعِ أو الفِسْق؟ وهل وَرَدَ التَّقسيم في الحكمِ عن السَّلف؟ أفيدونا – بارك الله فيكم-.
الذي أعلمه أولًا: أن سبَّ الصحابةِ كُلَّهُ كُفُر لأنَّهُ يُكذِّبُ القرآن والسنة والإجماع.
فكلُّ هذه تضافرت على عدالتِهِم وصدقِهِم وسابقتِهِم في الإمامةِ في الدينِ والفضل، وأنَّ الأمةَ عالة عليهم.
فمن طَعَنَ في الصَّحابة نَسَفَ السُّنة كُلّها، وكذَّب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكذَّب الْقُرآن وطَعَنَ في اللهِ – عز وجل – لأنَّ مقتضى طعنِه ولازِمه أنَّ اللهَ اختارَ لصحبةِ نبيِّهم من ليس بصالحٍ للصحبة. نعم.
ويتغلّظُ الأمر في سبِّ الشيخين ثم الأربعة ثم العشرة بل من يشكُّ في كُفرِ هذا كَفَر, لأنَّ هذا مما هُوَ معلومٌ من الدينِ بالضَّرورة.
لكن سب أعيان من الصحابة لأمرٍ لا يتعلق بدينه, يتعلق بإنفاقه, يتعلق مثلًا بأخلاقه مع الناس وهذا كذلك لا يجوز هذا حرام يحرم لقوله – صلى الله عليه وسلم – ((إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا )) أمّا السَّاب فهذا لابدَّ من بلوغِه الحجة الرسالية وهو علمه بأن الصحابة خيرُ هذه الأمة يعني بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن كان يعلم ذلك قامت عليه الحُجَّة الرسالية. وأما إن كان لم تقم عليه الحُجة بأن يكون بعيدًا عن أهل العلم وسمِع شخصًا, قد يكون الذي سمعه وهو يسبّ مثل معاوية أو أبا سفيان أو يحمِل على حسّان بقوله أنه جبان أو يحمِل على معاوية بأنه بخيل نعم، أو يحمل على عمر – رضي الله عنه – يقول عندهُ شدة عندهُ شدة ولم يقل شدة في الحق فخذ تلقاها، أو دخل في الإسلام حديثًا هذا يُعرَّف ويُعلَّم قدْرَ الصَّحابة – رضي الله عنهم -.