وهذا أيضاً سؤال يقول : كيف الجمع بين الحديثين : ((إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)) وحديث : ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ، وَأَنَا أُحَرِّمُ الْمَدِينةَ)) ؟
((إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ)) قال بأمر الله - جل وعلا - فإنه قد دعا ربه كما بين الله لنا حينما قال وأنا ذكرت هذا : ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا﴾ فآمنا يعني: محل الأمان وهذا لا يكون إلا بتحريم ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [العنكبوت:67] ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا﴾[القصص:57] الآيات وهذا هو ـ بارك الله فيك ـ, وتحريم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحي من الله ـ تبارك وتعالى ـ ففضل الله ـ جل وعلاـ على نبيه بهذا الفضل في حرمة هذه المدينة المعظمة مدينته - عليه الصلاة والسلام - التي أنارت بنور الإسلام ومنها انطلق الإسلام وحرم الصيد فيها في حرمها وأمرنا وأجاز لنا أنا إذا وجدنا من يصطاد في حرمها فلنا سلبه نسلبه عدته إذا كان معه بندق نأخذ البندق منه , شوزن نأخذ الشوزن منه قوس رمح نأخذ القوس والرمح منه هذا سلب لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن ذلك وحرم المدينة ودعا لها بمثل ما دعا ابراهيم لمكة من البركة ومثليه معه, ففي المدينة ضعفي ما بمكة من البركة فالحمد لله على فضله وإنعامه وإحسانه ومكة أفضل من المدينة ففيها بيت الله ونحب أن نموت بالمدينة ففيها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ)) فنسأل الله ـ جل وعزـ ألا يخرجنا منها إلا إلى جنات النعيم.
وللاستماع إلى الدروس المباشرة والمسجلة والمزيد من الصوتيات يُرجى زيارة موقع ميراث الأنبياء على الرابط www.miraath.net وجزاكم الله خيرا.