جديد الموقع

8883125

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يسر موقع ميراث الأنبياء أن يقدم لكم تسجيلًا للقاء مفتوح مع فضيلة الشيخ الوالد عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله تعالى – أجاب فيه على أسئلة مستمعي إذاعة موقع ميراث الأنبياء ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي الشيخ خيرًا على ما تفضل به وأن ينفع الجميع بهذا اللقاء.

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.

فهذا هو اللقاء المفتوح الرابع عشر مع شيخنا ووالدنا فضيلة الشيخ عبيد الله بن سليمان الجابري يجيب على أسئلة إخواننا وأخواتنا ، عبر موقع ميراث الأنبياء.

 

السؤال:

ونبدأ اليوم يا شيخ بالسؤال الأول من أختنا من فرنسا تقول:

ما هو عدد الذكر بعد صلاة ، وفي الصباح والمساء مع قول "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" هل هو مائة أو تسعة وتسعون لأن عندي وسواس، لم أستطع أن أتذكر العدد ، ولم أستطع أن أقول تمام المائة "لا إله إلا الله" هل هي تلك الحسنات ، هل من فرق بين العدد في الذكر بعد الصلاة والذكر من أذكار الصباح والمساء ، ما نصيحتكم في علاجي لهذا الوسواس بارك الله فيكم شيخنا؟

 

الجواب:

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

 أما بعد فأرحب بكم معاشر السامعين من المسلمين والمسلمات، الذين يستمعون حديثنا هذه الليلة عبر موقع ميراث الأنبياء السلفي - حرسه الله -

وجوابي على سؤال ابنتنا من فرنسا

أولا: أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعجل لكِ الشفاء، وأن يجعل عاقبة ما أصابك من مرضك الوسواس خيرا لك في العاجل والآجل

وثانيا: أوصيك بالصبر والاحتساب قال - صلى الله عليه وسلم- ((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلاهَمٍ ، وَلا حَزَنٍ وَلا غَمٍّ ، وَلا أَذًى ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا ، إِلا كَفَّرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا خَطَايَاهُ ))

وثالثا: اصرفي يا بنتي نظرك عن الوسواس واستكثري من الدعاء، وسؤال الله الشفاء بين الأذان والإقامة ، وفي السجود، وبين التشهد والسلام وفي آخر الليل، فإن كنتِ على طهارة فصلي الوتر في هذه الساعة، وإن كنتِ على غير طهارة، فتوضئي وضوءا خفيفا لتنشيط جسمك، واستقبلي القبلة وادع الله - عز وجل - واستكثري من قراءة القرآن، سيذهب عنك إن شاء الله تعالى.

وبالنسبة للذكر حتى هذه الساعة لا أعلم عدد للذكر إلا فيما يأتي:

أولا: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" ثلاثا وثلاثين دبر كل صلاة، وإن شئت جعلتِ "الله أكبر" أربعة وثلاثين تمام المائة، وإن شئتِ جعلتِ تمام المائة "لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيئ قدير" وقد ورد عشرا "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" عشرا، فالأمر واسع.

ثانيًا: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات في الصباح والمساء،  ومثلها "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق".

وثالثًا: قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات صباحًا ومساءً، وعند النوم وفي هذا الأخير كان هديه - صلى الله عليه وسلم - أنه يقرأ هذه السور ثلاث مرات وفي كل مرة ينفث في يديه ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده.

رابعًا: "سبحان الله وبحمده" من قالها في اليوم مائة مرة (( تَحَاتُّ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ)) أو قال: ((غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ )) كما في رواية، والمقصود يا بنتي أن لا تشُقي على نفسك فلو نقصت من هذا العدد كله ما كان عليك من بأس، لكن نظرًا لحالك أرى أن تُخففي وتكتفي بالعشر "سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله والله أكبر" نظرًا لحالك وما تُعانين، وأوصيك أن تلازمي ثلاث مرات صباحًا ومساء "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات "وأعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ثلاث مرات.

وكما بدأت معك جوابي أختمه أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعجل لك الشفاء ويجعل عاقبة ذلك خيرًا لكِ في العاجل والآجل وأن يكفر به من خطاياك.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم شيخنا السؤال الثاني من الهند يقول السائل:

بارك الله فيكم شيخنا عبيد الجابري ونفع الله بكم هل على الغنم التي تأكل من غير راعٍ زكاة؟ لأنه توجد بمكان محدد ويتم جلب الطعام لها، والتفصيل في زكاة الغنم والتي بين أربعين ومائة وعشرين، هل عليها زكاة؟

 

الجواب:

سؤالك يا بني من الهند، عن المعلوفة من سائمة الأنعام، عن المعلوفة من بهيمة الأنعام هذا تعديل للكلام، عن المعلوفة من بهيمة الأنعام، أقول لك ولمن يستمع إلينا بهيمة الأنعام قسمان:

قسم سائمة: وهي التي ترعى الحول وأكثر، ترعى في الأودية والشعاب ولا يُجلب لها العلف، الحول أو أكثره وهذه فيها الزكاة، وبداية النصاب:

- من أربعين إلى مائة وعشرين.

- ثم النصاب الثاني يبدأ من إحدى وعشرين ومائة إلى مائتين.

- ثم النصاب الثالث من إحدى ومائتين إلى ثلاث مائة، وهكذا.

الثاني: المعلوفة وهي التي ذكرتها هذه ليست فيها زكاة ما دام صاحبها يجلب لها العلف، يشتريه أو يجمعه من الأودية أو تأكل من مزرعته، عنده مزرعة ويُربي فيها أغنامًا أو إبلًا أو بقرًا وإن بلغت ألوفًا فليس فيها زكاة.

وثمة قسمٌ ثالث: وهو ما يُجعل تجارة، فكثيرٌ من الناس تجارته في بهيمة الأنعام من إبل، وبقر، وغنم ، فهذه يُعملُ فيها عمل عروض التجارة كالسلع ، فإذا حال الحول نظر في سعرها الحالي وزكى بموجبه من القيمة ، فمثلًا إذا كان تجارته من الإبل، أو البقرِ، أو الغنم قيمته مليون فإنه يدفع خمسةً وعشرين ألفًا بواقع اثنين ونصف في المائة وهكذا .

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا السؤال الثالث ولم يذكر صاحبه جهته يقول:

ما حكم صلاةُ الترواح جماعةً خارج المسجد؟

 

الجواب :

الترواح أنت أتيت بالاشتقاق ومعروف صلاة التراويح هذا الذي أعرفه وإن كنت تريدُ شيئًا آخر فاذكره ، والتراويح اسمٌ للنافلة في رمضان بعد العشاء وآخرها الوتر، فهذه من كان عنده نشاط وخالي من الشواغل فإنه يُصليها في البيت وهو أفضل ، ولو صلى معه جماعة لكن التجمع من أجلها في بيت فلان أو عِلَّان هذا خطأ ، لكن الرجل وأهل بيته أو من كانوا حاضرين معه لمناسبة عشاء فلا مانع ، ومن لم يجد نشاطًا وشواغله كثيرة صلاها مع الإمام في المسجد ونال قيام الليل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ ))

 

السؤال :

أحسن الله إليكم السؤال الرابع من فلسطين يقول السائل:

ما حكم زواج المرأةِ من رجلٍ حزبى ينضم إلى الأحزاب المعاصرةِ الضالة؟

 

الجواب :

أقول لك يا بني من فلسطين، من وصفته هو مبتدعٌ ضال وليس مرضي الدين قال           - صلى الله عليه وسلم –((إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) وهذا الحديث بمجموع طرقه لا يقل عن الحسن ، والمقصود أنه صالح للاحتجاج ، فلا تزوجوا بناتكم هؤلاء المتحزبة الضُلال المبتدعة فإنهم يفتنونهن عن السنة، أما إذا كانت المرأة قد تزوجت بهذا الرجل لا تعرفه أو أُجبرت عليه من أهلها لسبب من الأسباب ، منفعة مالية أو شخصية فلتصبر ولتحتسب ولتعتنِ بشئون أولادها ولتتعامل معه بحكمة ولتمتنع مما يلزمها به ولو أدى الأمرُ إلى تطليقها.

 

السؤال :

أحسن الله إليكم السؤال الخامس من موريتانيا يقول السائل:  

أنا شاب أعمل في مجال صيانة أجهرة الكمبيوتر، ولكن البرامج التي أُصلح بها الأجهزة هي في الأصل برامجتُباع من قبل شركات عالمية معروفة وهم يمنعون نسخها وبيعها ويكتبون عليها عبارات مدلولوها أن جميعالحقوق محفوظة للشركة المنتجة فقط، وأن النسخ ممنوع مع أن غالبية هذه الشركات ليست مسلمة ولا في بلادالمسلمين بل هي تابعة لدول كافرة في الخارج ولكني أستخدم برامجها الأصلية وأنسخها وأبيعها وأصلح بهاأجهزة الناس فهل هذا العمل جائز؟ وهل الدخل من هذا العمل حلال أم حرام؟ ولكن هنا في بلدنا موريتانيا كثيرمن البرامج الأصلية ليست موجودة في السوق؟

 

الجواب:

أقول ذكرت في سؤالك أن البرامج التي تصلح بها أجهزة الكمبيوتر حقوق النشر أو النسخ محفوظة للمؤلف فيجبمراعاة هذا ولا يحل لأحد أن يتجاوزه، وأعلم - عفا الله عنا وعنك - أن هذا العمل منك أو من أي أحد يعمل مثله ظلملعباد الله،  والظلم محرم قال تعالى: والحديث قدسي وهو في صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليهوسلم -  فيما يرويه عن ربه ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا))وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) فلا يحل الظلم فيما بينالمسلمين ولا يحل ظلم المسلم للكافر فاتقِ الله وأمسك، ولا تبع إلا بعد استئذان صاحب الحق إن أمكن وإلا فاستغنِعن هذا  قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾وقال - صلى الله عليه وسلم -((وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ)) فأبشر  إذا عملتبهذين النصين وهما آية وحديث وما في معناهما وهو كثير ، ولك ماسلف إذا انتهيت وتبت إلى الله - عز وجل - قالتعالى: ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ﴾.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم السؤال السادس من موريتانيا كذلك يقول السائل:

هناك شيخة كبيرة في السن وهي كفيفة لا تُبصر وقد توفيت لكنها كانت في حياتها إذا حلت بها مشكلة كأنيظلمها أحد مثلا جلست واستغاثت بأحد الموتى وقالت بهذه العبارة يا فلان الله الحد عليك ، وبعدها تذكر طلبهاللميت في تعجيل الانتقام من هذا الظالم مع أنها تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول وقد تكون معذورة لجهلها - والله أعلم - فهل يجوز الترحّم عليها، والدعاء لها أو زيارة قبرها؟ وقبل موتها  كتبت قطعة من الأرض لابن بنتها، فهل يجوز له الانتفاع بها؟

 

الجواب:

أقول أولًا: لك يا بنيّ من موريتانيا، ولا أدري السائل رجل أم امرأة ولكن نعمل على خطاب الجنس يعني العموم ، ذكرت في السؤال الإشارة بأنها جاهلة، وبما أنها ماتت على الشرك لا أرى الترحّم عليها، ولا زيارة قبرها وأمرها إلى الله.

وأما ما أوصت بها لابن ابنتها، فأرجو أنه لا بأس بها إن شاء الله مالم تُجاوز ثُلث مالها، فإذا جاوزت هذه الوصية ثلث تركتها ، فيُرجع إلى الورثة، فإن أقرّوا الزيادة على الثلث جازت ، وإلّا يُقصَر على الثلث.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم ، السؤال السابع من الإمارات يقول السائل:  

فضيلة الشيخ – حفظكم الله – هنا عندنا مراكز خاصة لتحفيظ القرآن الكريم للنساء ، لكن مناهجها غير معروفة، هل يجوز الاشتراك معها ، علمًا بأن فيها رسوم للتسجيل، كذلك عندنا تحفيظ القرآن للنساء في بعض المساجد، تحت إشراف الجمعية الحكومية مجانًا، لكن مناهج المعلمات غير معروف، هل يجوز للنساء السلفيات أو المرأة السلفية أو غيرهن، التعلّم عندها؟

 

الجواب:

أقول لسائلنا من الإمارات ، ذكرتَ أن مناهج مُعلمات التحفيظ في الجمعيات الحكومية للقرآن أو غيرها غير معروفة، والظاهر من سؤالك أن التعليم مقصور على تحفيظ القرآن، وما دام أن التي تحفّظ النساء القرآن، لم تُدخِل شيئًا يخالف العقيدة الصحيحة من التفسير، فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى ، ولو عملتم على إيجاد تحفيظ نسائي سلفي ، فإذا حصل فهو أفضل.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم السؤال الثامن من فلسطين يقول السائل:   

شيخنا الحبيب إني أحبك في الله وأسأل الله أن يُطيل في عمرك بالعلم النافع، والعمل الصالح ، أنا معلّم في مدرسة حكومية، تابعةٍ لوزارة التربية والتعليم، أكون أحيانًا في الحصة السادسة أو الأخيرة جالسًا وليس لديّ فيها أي عمل فيأذن لي المدير بالمغادرة ، فهل يجوز لي أن أغادر المدرسة؟ وهل يحِقّ للمدير أن يأذن لي بالمغادرة؟

 

الجواب:

إذن المدير للمعلّم الذي ليست عنده حصة أساسي أو احتياطًا، الظاهر أنه متعارف عليه وسائر، فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم السؤال التاسع من ليبيا يقول السائل:   

هل يجوز مخالطة العوام علمًا بأن مخالطتي  تكون في نصيحتهم وأنهاهم أيضًا عن المنكر ؟

 

الجواب:

لابد لطالب العلم من مخالطة عوام قومه وقد يخالط غيرهم فإذا كانت هذه المخالطة ضيقة كدعوة على وليمة ينصرف بعدها ، أو زيارة محدودة كعيادة مريض فهذه لا بأس بها وأنا أرى أن طلاب العلم لا يتركونها لما في ذلك من كسب العوام وتألفهم وتحبيبهم وتحبيب السنة إليهم هذا قسم.

قسم آخر مجالسة دائمة شخص له مكانة ووجاهة سواء هو اكتسبها أو ورثها عن آبائه وأجداده  فالعوام دائمًا حوله فأرى أن يغتنم هذه الفرصة لشغل العوام بما يفيدهم بمذاكرة علمية كقراءة  في كتاب من كتب التوحيد أو كتاب من حديث رياض الصالحين أو في الفقه وليكن ذلك في وقت لا يملون معه أو لا يملون من حديثه فيه ثم ينظر فيما يحتاجونه من خدمة ويخدمهم حسب استطاعته، والله الموفق.

 

السؤال :

أحسن الله إليكم السؤال العاشر من المغرب يقول السائل:  

هل الاستنجاء أو الاستبراء شرطٌ لصحة الوضوء أم لا وهل يجوز تنقية المحل بمنديلٍ دون إعادة الوضوء؟

 

الجواب:

الاستنجاء لابد منه ولكن لموجب فمن بال أو تغوط لابد أن يستنجي بالماء أو يستجمر بما يُنقي من حجارة أو مناديل ولا يلزم أن يكون ذلك مصاحبًا للوضوء فقد يحتاج للاستنجاء قبل الصلاة بساعة أو ساعتين فلا تلزمه إعادة ذلك، والذي يوجب الاستنجاء بالإضافة للبول والغائط المذي وهو سائلٌ رقيق لا يتدفق وكذلك الودي أو الوذي وهذا يحصل نتيجة لبرد أو تعب والمني فالمني إذا خرج دفقًا بلذة مع شهوة أوجب الغسل، والله أعلم.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم السؤال الحادي عشر من السعودية يقول السائل:

أريد نصيحتكم - بارك الله فيكم - حيث أني طالبة علم مبتدئة وجديدة على المنهج وأريد زوجي أن يطلب العلم معي فأحيانًا أجد عنده الرغبة في طلب العلم، وأحيانًا مُعرضٌ عن هذا الأمر ويستهزئ بي، والله المستعان هو مدخنٌ فما نصيحتكم لي هل أطلب العلم وأتركه وشأنه أم أدعوه وإن كنت سأدعوه فما نصيحتكم كيف أبدأ؟

 

الجواب:

أولًا: أنا لا أدري عنك من أي منطقة لكني أوصيكِ بالجد والاجتهاد في تحصيل العلم في المساجد إن قدرتِ أو متابعة الدروس المبثوثة من موقع ميراث الانبياء وإن كنت في الخبر فلنا هناك طالبات يمكنك التعرف عليهن وحضور الدروس لنا ولغيرنا، وكذلك إن كنت في الرياض فلنا طالبات، وعليك أن لا تنشغلي بالعلم وبتحصيل العلم عن حقوق زوجك، ما يتعلق بالفراش وغيره من أمور البيت والمعاونة على شئون الأولاد إن كان بينكما أولاد هذا أولا.

ثانيا: سددي وقاربي معه أنت قد بليتِ به فسددي وقاربي، فإذا رأيتِ عنده رغبة فتدارسي معه العلم، وإن رأيت منه إعراضًا فدعيه وشأنه، وعليك بحسن الخطاب والملاطفة الدائمة وتوفية حقوقه لا ينقص منها شيء ، هذا إن شاء الله أدعى إلى ميله إليك أكثر، وثقتك به أكثر، فكم من امرأة بُليت بمبتدع أو منحرف السلوك لكن لما أوتيت من الحكمة وحُسن الخطاب، فإن زوجها يعينها على طلب العلم ولو لم يطلب العلم.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم يقول السائل في السؤال الثالث عشر من المغرب يقول:

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ الموضوع كالتالي أعمل تقنيًا في إحدى شركات مراكز  النداء ومن بين ما أقوم به مراقبة الشبكات وخلق شفرات للمستخدمين لولوج النظام وأداء المهام، تعمل هذه الشركة مع عشرات الزبائن وذلك بتقديم العون لاستعمال الإنترنت والتكنولوجيا، كما تعمل أيضا في مجال التجارة والحاسبات، ومن بين زبائنها بنك غربي ربوي وقد يحصل لي أن أصنع للمستخدمين الذين سيعملون لمصلحة هذا الزبون شفرات لاستقبال اتصالات الزبائن للبنك أو الاتصال بهم فما حكم الشرع في العمل في مثل هذه الشركة، أرجو البيان، وجزاكم الله خيرًا؟

 

الجواب:

يابني من المغرب، أقول لك جوابًا عن سؤالك

أولا: أنت تعمل أعمالًا عامة، غير متميزة فيما يظهر لي، يعني لم يتبين وجه الحلال والحرام فيها، فأرجو أنه لا بأس عليك إن شاء الله.

ثانيا: إذا أمكنك عدم عمل هذه الشفرات والصناعات للبنوك الربوية، واقتصارك على ما هو معروف عندك بالحل أو ماهو عام وغير مُتميز، لو تيسر لك هذا فهو واجب، لكن حسب ما أعرف من استقراء أحوال الناس أمثالك أنه لا يمكن ذلك، والحاصل أنك عليك النظر حتى تميز ما يمكنك توقيه ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ ثم البنوك هذه الربوية الذي يظهر لي والذي عرفته عن الكثير ولا أقول كلها أن عملها خليط فيه حلال وحرام ، فيه مكاسب ربوية وفيه مكاسب أخرى وقد رهن النبي - صلى الله عليه وسلم - درعه عند رجل من اليهود بالمدينة في طعام ولم يفك الرهن إلا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لما ولي الخلافة ، والله أعلم.

أعود إلى سؤال المغربي صاحب الشفرات لبيان الاستشهاد بالحديث أقول اليهود أموالهم خليط  فيها من الربا، وأخذ الرشوة، وبيع شحوم الميتة، والخمر فالنبي – صلى الله عليه وسلم - مع هذا تعامل مع ذلك اليهودي.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم شيخنا هذا السؤال الرابع عشر من الجزائر يقول السائل:

شيخنا الفاضل أنا طلبت من أخٍ في تونس أن يسأل لي على فتاة هناك وأن يسأل عن أهلها، هل هم من أهل الصلاح أم لا؟ وأنا كنت أريد خطبة هذه البنت واكتشفت أن هذا الشخص قام بخطبتها، فهل تحل له شيخي أم لا ، مع أني لم أخطبها ولكن غدر بي؟

 

الجواب :

أقول أولًا: أعود إلى سؤال المغربي صاحب الشفرات لبيان الاستشهاد بالحديث أقول اليهود أموالهم خليط  فيها من الربا، وأخذ الرشوة، وبيع شحوم الميتة، والخمر فالنبي – صلى الله عليه وسلم - مع هذا تعامل مع ذلك اليهودي.

 ثم أعود إلى سؤال هذا الجزائري أقول استغنِ عنها يعوضك الله خيرًا منها إن شاء الله وستجد في بلدك الجزائر نسوة صالحات فاضلات ذوات خلق ودين ، وأنا أنصحك أن تتصل بهؤلاء المشايخ الشيخ عبد المجيد بن جمعة، والشيخ عبد الغني عويسات، والشيخ عز الدين رمضاني، والشيخ محمد بن علي فركوس فهؤلاء يدلونك إما مباشرة أو يحيلونك إلى رجال أكفاء ولا بد أن يتعرفوا على شخصك هل أنت مرضيّ الدين والخلق أو لا ؟.

 

السؤال :

بارك الله فيكم شيخنا السؤال الخامس عشر من ليبيا يقول السائل:  

 أنه سأل سؤالًا سابقًا عن العقيقة وذكر حديث ((كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ)) وسرد تصحيحه ثم قال وجاء في روايات أخرى أنه يتصدق بوزنه فضة - هو الشعر - يقول السائل: شيخنا بارك الله فيكم ، لم تعد الفضة متداولة بكثرة في بلدنا ، هل أخرجها نقدًا  بارك الله فيكم؟

 

الجواب :

 أولًا: أنا لم اذكر جوابًا على سؤالك ولا ما ماثله في هذا الباب أن ذلك حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -وأذكر أني كنت في كثير من المناسبات التي يُعرض عليّ فيها هذا السؤال أن هذا قول الفقهاء ، فما دام أن دليله لم يُعرف فلا تكلف نفسك باستعماله لكن حينما تحلق شعر ولدك شعر ولدك لا البنت تتصدق بشيء فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى.

قارئ السؤال: ذكر السائل في سؤاله أن هذا جاء في روايةٍ أُخرى في موطأ الإِمام مالك أنه يتصدق بوزنه فضه أي الشعر.

لكن هل هذا صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو هو من عبارات الإمام مالك - رحمه الله - يعني إذا وجدناه حديثًا صحيحًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -استعملناه مع وجود الفضة ومادامت الفضة غير موجودة فلا تكلف نفسك لأن هذا ليس في الوسع، هذا على فرض أنه حديثٌ وصحيح ، أما إذا كان ما يوجد في الموطأ ليس بحديث فهو إذًا لا يعدو كونه قول فقيه من فقهاء الإسلام وأئمة الإسلام.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا السؤال السادس عشر من ليبيا يقول السائل:

ماذا يفعل الأب بسُرة الطفل حديث الولادة؟

 

الجواب:

انا لا أدري ماذا تعني، ولكن هذا الأمر من خصائص النساء "فالسرة" وليست "الصرة" السرة هذه تقطع أو يُعمل لها من الوسائل الطبية ما يُسقطها فدعها للأطباء أنت لا تصنع شيئًا في هذا لأنك لا تُجيده ، هذا من خصائص أمه وإن كانت أمه غير حاذقة لكون هذا أول مولود فهناك نساؤها جدات الطفل، خالاته، عماته، والولادات ولله الحمد تكون عن طريق المستشفيات، فالمستشفى هو الذي يتصرف ولا تقرب هذا الباب أنت لأنك لا تحسن الدخول فيه.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم السؤال السابع عشر من بلجيكا يقول السائل:

ما حكم مشاهدة الأخبار عبر مواقع الكفار في الشبكة وخاصةً التي هي معروفة بالطعن والحرب والاستهزاء بالإسلام وأهله ونشرها - أي هذه المقاطع - في مواقع السلفيين؟

 

الجواب:

أولًا: أنت ذكرت أن هذه المواقع كافرة وعدوة للإسلام وأهله فما الذي يُحوِجُكَ إلى مشاهدة الأخبار فيها، فإن مواقع المسلمين الرسمية وغير الرسمية الصافية من الخلاعة والمجون والكفر كثيرة ولله الحمد وغنية. 

ثانيًا: إذا احتجت إلى خبر مهم عندك في دولة غير مسلمة فاكتفِ بهذا الخبر ولا تنشره لماذا تنشره؟ نشره من الفضول لكن كونك أنتَ تُشاهده لمعرفة الحال ولمكانته عندك، ترى أنك لا تستغني عنه لما يربطك بذاك المجتمع فلا بأس به.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم السؤال الثامن عشر من تونس يقول:

انتشر منذ مدة الصراخ بالتكبير الجماعي في المظاهرات والمساجد فهل فعلًا الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الفعل؟

 

الجواب:

قال - صلى الله عليه و سلم – (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )) متفق عليه من حديث عائشة - رضي الله عنها - وفي رواية لمسلم (( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)) وباتفاق المحققين من أهل الرسوخ في العلم وحسن التدين من الأئمة وأبنائهم طلاب العلم أن المظاهرات محدثة وأن التكبير الجماعي كذلك مُحدث فليس عليها أمر النبي - صلى الله عليه و سلم - فالبدعةُ جرَّت البدعة، المظاهرات والتكبير  الجماعي تولد عنهما الصراخ بالتكبير وحتى في المساجد وصدق القائل حين قال " البدعة بريد الكفر " وليس معنى هذا أنَّ المظاهرات والصُراخ بالتكبير الجماعي كفر، لكن أقول إن البدع تجرُ إلى ما هو أكبر، حتى توقع المرء في ما هو كفر وردة عن دين الله - عزَّ وجل - فعلى سبيل المثال نعرف رجالًا دخلوا في حلق العلم السلفية وهم من الإخوان المسلمين، والآن تُنشر عنهم كلمات ردَة وكفر بالله - سبحانه وتعالى - فليحذر المسلمون البدع وإن كانت من الصغائر.

 

السؤال:                                                                      

أحسن الله إليكم وبارك فيكم السؤال التاسع عشر ولم تُذكر الوُجهة يقول السائل:

 شيخنا نود منكم تفصيلًا في مسألة حمل المجمل على المفصل، وهل هي مسألة خلافية، وبارك الله فيكم والله يعلم أني أحبك في الله؟

 

الجواب:                                                                    

باديء ذي بدء أقول أحبك الذي أحببتنا له.

 وحمل المجمل على المفصل، نقل الشوكاني - رحمه الله - إجماع المسلمين على أن ذلك لا يكون إلا في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأظن مراده كذلك جميع النصوص ، وقد شاعت هذه الأيام تَوسِعَةٌ لهذه المسألة ، فأدخلوا فيها ما ليس منها وهذا يصلُ أحيانًا إلى تلطيف البدع والمحدثات، فمثلًا من أتى ببدعة يُقال يُحمل مجمله على مفصله وهذا ليس بصحيح فالخطأ خطأ وإن حدث من صاحب سنة فإن أهل السنة والجماعة وهم السلفيون وهم أهل الأثر وهم أهل الحديث يَزِنُونَ ما يردُ عليهم من أقوال الناس وأعمالهم بميزانين ، وذَانِكم الميزنان هما النصُ والإجماع، فما وافق نصًا أو إجماعًا رُد على من صدر منه وإن كان إمامًا من الأئمة عند أهل السنة، وزيادةً في البسط أقول باستقراء أقوال الأئمة والعلماء تبين أنها لا تخرج عن هذه الأحوال:

إحداها: أن يكون هذا الخطأ من ذلكم العالم السُني فالموقف حياله أن يُرد هذا الخطأ ولا يُتابعُ العالم على هذه الذلة، وتُحفظ كرامته، ويُصان عرضه، ونعني بالرد العلمي النزيه المبني على الأدلة من الكتاب والسنة وعلى وفق فهم السلف الصالح.

الثاني: أن يكون للعالم عدة أقوال في المسألة ففي هذه الحال ينظر في أسعدها بالدليل فهو الراجح والباقي يُترك.

ثالثًا: أن يكون للعالم قولان أو ثلاثَة بَعضُهَا صَحِيحٌ عنهُ وبَعضُهَا ضَعِيفٌ، لم تَصِّح رِوايَته عنهُ فيُقبَلُ الصَّحِيحُ من أقوالِهِ في المَسأَلَة ويُترَكُ ما عَاداهُ وهذا كَثير، فوُجِد أنَّ بعض الأئمَّة يُخطئُ أصحابهم في النَّقلِ عَنهُم.

الرَّابع: أن يَختَصَّر العالم في مسألَةٍ ويبسِطُ القَولَ فيهَا في مَوضِعٍ آخر، فهنا يُحمَل هَذا عَلى هَذا فيُقَالُ اختَصَرهُ هُنا وبَيّنَهُ هُناكَ ، وقَد وَجَدتّ عِن شيخِ الإسلاَمِ ابنِ تيمِيَّةَ - رحِمَهُ الله -كِثيرًا مِن هَذا، يقول: "وقد بَسطنَا القَولَ في هذهِ المَسأَلَة في غَيرِ هَذا المَوضِعِ" وكَذلِكَ كَثير مِن أَهلِ العِلمِ وَجدنَا عنهم هذا، هذا مَا استَحضِرُهُ الآنَ في هذه المَسألَة، وبِهذا التّقرِير يَتَبَيَّن أنَّ حَملَ المُجمَل عَلى المُفَصَّلِ في النّصُوصِ من الكِتابِ والسُنَّةِ أمّا كلاَمُ البَشَر فالإطلاَقُ فيهِ خَطَأ.

 

السؤال:

أحسن الله إلَيكُم السّؤالُ العِشرون من ألمانِيا يقول:

إن بعضُ المُسلمِينَ في ألمانيَا قامَ بِتَوزيعِ تَرجمَةٍ مُوافقَةٍ للقُرآنِ الكَريم وذلك في شَوَارِعِ بعضِ المُدُنِ بأكثرِ من مِليُون نُسخَةٍ مِمَّا أدَّى إلى اعتِرَاضِ السّلطَةِ هُنَاكَ ومُضَايَقةِ بَعضِ إخوَانِنَا هُناكَ فَمَا حُكمُ هذا الفِعلِ ومَا التّصَرُفُ السَّدِيدُ تجاهه؟

 

الجوَابُ:

أوّلًا: أرى أنّ المسلِمِينَ في ألمَانِيَا أو في غَيرها لا يَعمَلُونَ شيئًا مِن هذا القَبيل في الشّوارِعِ العَامّةِ وفي المَيَادِين إلاّ بعد إشعار السّلطَةِ المُختَصّة فإن أذنوا كان بها وإن لم يَأذنوا جعلنا هذا مَقصُورًا على المَساجِدِ والبيوت، بُيُوتِنَا.

ثانِيًا: إذا كَانَت هذِهِ التّرجمَةُ صحيحة أقرّها عُلمِاءٌ من أَهلِ الاختِصَاصِ الشّرعَي ومُجِيدُونَ للّغَةِ الألمَانِيَة فأرجو إن شاءَ الله أنّهُ مأجُورٌ علَى هَذا وإِن خَالَفَ الأولى.

 

السؤال:

أحسن الله إليكُم السّؤال الحَادي والعِشُرون ولم يَذكُر الجِهَة يقُول:

نصَركمُ الله ووفّقَكُم إذَا لَم نَسمَع تَأمينَ الإمَام فهَل نُؤمِّن أو لا نؤمِّن؟ باركَ الله فِيكُم.

 

الجَوابُ:

أنتَ تُشير فيما يظهر لي إلى قَولِه - صَلَّى الله عيه وسَلَّم – ((إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا)) الحَديث، ولَكِن جَاء حَديثٌ آخَر صَحِيحٌ أَخرجَهُ البُخارِّي في مَوَاضِع مِن صَحِيحِهِ ومِنهُا كِتَابُ التَّفسِير تَفسِيرُ سُورةِ الفاتِحَةِ ((إِذَا قَالَ الإِمَامُ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ   فَقُولُوا : آمِينَ)) والجَمعُ بَينَ الحَدِيثَينِ فِيمَا يَبدُو لي أنَّ مَن كَان يَسمَعُ الإِمَامَ فليُؤمِّن بَعدَ تَأمِينِهِ ومَن كَانَ لَا يّسمَعُ الإِمَامَ للبُعدِ أو أن عادَة الإمامِ يَخفِضُ صَوتَهُ بالتّأمينِ أو يَتَسَاهَل فليؤمن عند قوله ﴿غَيْرِ‌ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ هذه آية من سورة الفاتحة، والله أعلم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم في السؤال الثاني والعشرين يقول السائل من الجزائر:

نصركم الله كيف نوفق بين روايات الحديث بين ألفاظه في قوله لا تعدوا ولا تَعُد ولا تعدوا؟

 

الجواب:

المؤدى واحد فيما فهمته من ألفاظ هذا الحديث وأقوال أهل العلم وهو النهي عن سرعة المشي خشية أن تفوت الركعة، وقد صح الركوع من حديث أبي بكرة الذي تشير إليه بسؤالك، وصح كذلك الركوع  قبل دخول الصف عن أبي بكرة وغيره لأنهم كانوا يركعون ثم يأتون ماشين حتى يدخلوا في الصف، يركعون قبل الصف حتى لا تفوتهم الركعة، والله أعلم.

 

السؤال:

أحسن الله إليكم يقول السائل من الجزائر في السؤال الثالث والعشرين يقول:

ما هو ضابط هذه الألفاظ "لا أم لك "وغيرها أثناء القول؟

 

الجواب:

هذه يستعملها الناس للإنكار إذا أتى الشخص بشيء يستنكره السامع أو المسئول يقول "أتشعرني بكذا لا أم لك" وليس المقصود الحقيقة أن الله يجعله يتيمًا من الأم قد كان ابن عباس - رضي الله عنهما - يستعملها فيمن أتى بأمر هو يعرفه على سبيل الاستغراب فمرة قال لعكرمة مولاه - رحمه الله – " أتُعلمني السنة لا أم لك" وفي روايه "لا أب لك"

 

السؤال:

أحسن الله إليكم في السؤال الرابع والعشرين يقول السائل من المغرب:  

عندي يا شيخنا شقيق من أمي وأبي ظاهره الصلاح فهو صاحب لحية وقميص وباطنه عكس هذا، حيث يا شيخنا دائما يسب الدين وكلامه جد فاحش والعوام من الناس يلومونه ، لكن أبعد من هذا يا شيخ أن يسب رب العالمين.

سؤالي شيخنا كيف أتعامل مع هذا الشقيق؟ هل أهجره هجرًا كليًا؟ وأن أحكم عليه بالكفر أم ماذا؟ وأنا يا شيخنا جد متأكد أنه يعلم حكم من سب الدين ورب العالمين أجبني يا شيخ - بارك الله فيك -؟

 

الجواب:

أعوذ بالله من أخيك ومن الشيطان الرجيم، ليس بصالح فاسد فاسد فاسد، وإن صدقت عليه بأنه يعلم حكم سب الدين أو سب الله فإنه كافر كافر كافر، يجب أن يتوب إلى الله - عز وجل - فنصيحتي لك أن تقاطعه وتتبرأ إلى الله منه، وإن أمكن إبلاغ الحاكم عنه حتى يُحيله للقضاء فيستتيبه قضاة المسلمين فإن تاب وإلا حكموا بقتله رده.

 

السؤال:

بارك الله فيك سؤال من أندونيسيا وهو الخامس والعشرون وقد سأل السائل باللغة الإنجليزية يقول:   

ما حكم الشرع في أخذ الدين من البنك؟ والظاهر أنه يقصد الربوي؟

 

 الجواب:

 هذا سؤالك أيها الأندونيسي مُجمل ونحن نفصل فيه والله أعلم بما تريد ، فنقول الجواب يتطلب بيان الحالات وهي فيما يحضرني الآن حالتان:

إحداهما: أن يُستدان من البنك وإن كان ربويًا، دينًا بلا فائدة قرض أو شراء سلعة فهذا لا بأس به.

الحال الثانية: أن يكون قرضًا ربويًا فهذا محرم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم في السؤال السادس والعشرين من هولندا يقول السائل:  

ما حكم من يتبرع بأعضائه أن يوصي به بعد وفاته لأُناس في حاجة إلى ذلك مع موافقته؟

 

الجواب:

السؤال منا أولًا: للجواب على سؤالك هل الإنسان يملك أعضاءه أو لا؟ والصواب أنه لا يملكها.

وثانيًا: لعلك علمت أنت والسامعون أن المرء لا يتبرع ولا يتصدق بل ولا يبيع إلا ما هو ملك له أو مأذون له في ذلك والتبرع بالأعضاء غير مأذون فيه ولا يملكه المتبرع فهو إذًا حرام.

شيخنا هل هناك فرق بين الحي والميت لأنه سيتلف جسمه فيخرجون هذه الأعضاء ويعطونها؟

 لا فرق فيما يظهر لي أبدًا، حتى الورثة لا يملكونها.

 

السؤال:                                                                       

بارك الله فيكم في السؤال السابع والعشرون من ليبيا يقول السائل:  

أولًا إني أحبكم في الله شيخنا العلامة عبيد الجابري ، ثم بعد ذلك أريد سؤالًا شيخنا أطال الله في عمرك بالطاعة ونفعنا بعلمك ، ما حكم أخذ البنات الصغار في السن إلى المزينات لقص الشعر أو لقص شعر الرأس بدعوى تقويته وتجميله مع العلم أن بعض من يظن فيهن الخير يفعلون ذلك ما نصيحتكم لهم بارك الله فيكم؟

 

الجواب:

أولًا: أن عبيدًا ليس بعلامة يا بني من ليبيا.

وثانيًا: أقول أحبكم الله كما أحببتمونا من أجله.

وأقول جوابًا على سؤالك لماذا لا تتولى أم البنت قص شعرها؟ والقص غير الحلق، فإذا تولتها أمها فهو أفضل وأسلم من إخراج البنات وإذا لم تُحسن فلتذهب إلى مكان يتولى فيه قص شعر البنت نساء، والقص أقول غير الحلق، ولكن يجب أن يكون بشكل متساوٍ وألا يقصر عن المنكبين لأن زينة المرأة في شعر رأسها ومما روي عن عائشة – رضي الله عنها – قولها: " سُبْحَانَ الَّذِي زَيَّنَ الرِّجَالَ بِاللِّحَى ، وَالنِّسَاءَ بِالذَّوَائِبِ "

 

السؤال:

أحسن الله إليكم في السؤال الثامن والعشرين من الإمارات يقول السائل:  

أخي لديه مكتب مقاولات ويعمل الآن في بناء بعض المساجد ولكنه قد استأجر بعض العمال من غير المسلمين كالنصارى والهندوس فهل يجوز عمل هؤلاء في إنشاء المساجد ؟

 

الجواب:

الإمارات بلد مسلم وأهلها مسلمون والسنة فيها ولله الحمد منتشرة ، فالظاهر من حال أخيك أنه يعمل تحت يديه هؤلاء الكفار في بناء المساجد تحت مراقبة منه أو من غيره من ثقات المهندسين المسلمين،  فلا مانع بناءً علي ذلك إن شاء الله تعالى.

 

 السؤال :

بارك الله فيكم سائلُنا من تونس في السؤال التاسع والعشرين يقول:

 أنا أعمل مهندسًا في شركة عقارية تابعة للحكومة وهذه الشركة تمكن موظفيها من قرض مع نسبة فائدة 2 % ، مثال تعطي خمسة عشر ألف دينار وترْجع أو تُرَجع ثمانية عشر ألف دينار خلال عشرين سنة فهل هذا يعتبر رباءًا - بارك الله فيكم - مع العلم أن المبلغ الذي ستعيدوه معلومٌ مسبقًا ونسبة الفائدة ثابتة وهي 2%؟

 

الجواب :

يا بني الربا ربا قل أو كثر حتي ولو عُشر 1 % و هو من كبائر الذنوب، فنصيحتي أن لا تعمدوا يا موظفي هذه الشركة إلي ذلكم القرض الربوي.

 

السؤال:                                                                      

السؤال الثلاثون وبه نختم إن شاء الله والسؤال من الجزائر من مدينة سوقر ولاية تيرت الجزائرية يقول:

السائل أحسن الله إليكم ، كيف تُحقق الإيمان بالله وما هي السبل التي تُبعدك عن الشرك؟

 

الجواب :

أولًا: تحقيق الإيمان وأركانه أن تؤمن بالله، وملائكة، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وأن يتوافق قلبك، ولسانك، وجوارحك علي كل قول، وعمل، واعتقاد صحيح، دل عليه الكتاب، والسنة هذا الإيمان يزيد بالطاعة فحافظ علي الفرائض واستكثر من النوافل.  

وثانيا: استكثر من حِلق العلم الموجودة لديكم في ولايتكم وغيرها، ولتكن دراستك على رجال مشهود لهم بالتُقى والصلاح، والسنة في الظاهر.

الفقرة الثانية: ما هي؟ تحقيق الإيمان بالله والسُبل المبعده عن الشرك؟

إذا حققت الإيمان بالله واعتقدت صادقًا بأنه لا إله إلا الله ومعناها المختصر لا معبود بحق إلا الله جانبت الشرك بهذا الاعتقاد، بقي عليك أمر أن تبرأ منه ومن أهله ، فهذان أمران لابد منهما.

وإلي هنا نكتفي هذه الليلة.

ونستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

 

وللاستماع إلى الدروس المباشرة والمسجلة والمزيد من الصوتيات يُرجى زيارة موقع ميراث الأنبياء على الرابطwww.miraath.net  وجزاكم الله خيرًا.  

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري