وهذا يقول بعض طلبةُ العلم يجلس عند المخالفين ويحتجُ بتزكية بعض العلماء لهم ، فهل هؤلاء ينصحون ويبين لهم أم يهجروا أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟.
هذه اللفظة المخالفين ماذا يراد بها، يعني مجرد الخلاف السائغ فهذا لا إشكال فيه ، أما إذا أراد بالخلاف أهل الأهواء، أو رجلٌ ظهر هواه وبدعته ، وتكلم فيه من تكلم بالأدلة والبراهين من كتبه المطبوعة وأشرطته المسموعة وليس عند من زكاه إلا قول هو على خير، هذا لا عبرة به في ميزان التحقيق ، هو على خير لكن الذي يأتي وينتقد ويقول هو على كذا وكذا .. ذهبت هو على خير، هو على خير في نفسه كيفه؟ إذا كان يتعبد لنفسه بكيفه هو على خير في نفسه، لكن هو على بدعة على انحراف على ضلالة فكيف يقال هو على خير واجلسوا عليه هذا ما هو صحيح، الناقض المدلل بالأدلة في نقضه قوله هو المقدم سواءٌ كان المزكي كبيرًا أومساويًا فإن العبرة بالدليل، والجرح مقدمٌ على التعديل لأن مع قائله زيادة علمٍ ، وأنا أسألكم بالله أي علم أعظم ممن يقول لك هذا الرجل لا تجلس عليه هذا من أقواله كذا وكذا وكذا .. ويعدد أقواله البواقع ، هل هذا مثل هذا يقابله قول من قال هو على خير ما أعلم إلا خيرًا اجلسوا عليه؟ أبدًا ، لا يقابله ولا بشعيرة ، فإن من أقام الأدلة من كلام ذلك المنحرف على انحرافه فإنه يُتبع ، وقوله هو المقبول.
وبهذا تنتهي سؤالات ليلة المحاضرة التي هي قبل البارحة والله أعلم ، ونحنُ قد وعدنا إخواننا بأننا ننتهي عند العاشرة وبقي منها دقيقتان للانصراف ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.