وهذا سائلٌ من دولة العراق يقول: أحسن الله إليكم؛ الآن عندنا في العراق مظاهرات ويقومون بإغلاق المساجد كلها وتكون الصلاة موحدة في مكان المظاهرات؛ فما حكم الصلاة هناك؟ هل نذهب أم لا؟
الأول: أن نثبت العرش ثُمَّ انقش، ما حكم المظاهرات قبل ذلك؟ وهذا شيءٌ جديد كونه يترتَّب عليه إغلاق المساجد هذه مصيبة أخرى، المظاهرات مبدأٌ يهودي ماسوني، ليست من مبادئ أهل السُّنة أبدًا بحالٍ من الأحوال، حتى ولو أقرَّهُ ولي الأمر، أوَّل ما عُرفت عن الماسونية، والحقيقة أني بودِّي أن يهتم الإخوة في هذا البلد بتوزيع كتب المشايخ الذين ألَّفوا في هذا الباب منذ أن ظهرت تلك الفتن.
ومن أهمِّها:
الرد على شبه القائلين بجواز المظاهرات من الإخوان المسلمين في الأردن وقد رد عليه الشيخ عبد العزيز السَّعيد، ونَقَضَ كل ما استدلُّوا به وكذلك هناك مؤلَّف سيظهر قريبًا للشّيخ ياسين الحاشِدي وقد قدَّمتُ له، وهناك مؤلَّف للشِّيخ عبد الرّحمن الشَّثري، وقبل هذا كلِّه هناك كلام كثير لمشايخنا هيئة كبار العُلماء سواءً في خُطبهم أو في بياناتهم حول حكم هذه المظاهرات.
أنا أرى إن استطعتم أن تُصلُّوا في المساجد وإلَّا فلا تذهبوا لهذه الغوغائية، لا شك أنَّ أهل السُّنة في العراق في وضعٍ صعب جدًّا، ولكن يا إخوتي الغاية لا تُبَرِّر الوسيلة, المظاهرات مبدأٌ غير إسلامي ولا يصِحُّ بحالٍ من الأحوال، حتى لو أدَّى ذلك إلى أن تُصلُّوا في بيوتكم أو أن تجتمعوا أنتم أهل السُنَّة مِمَّن يقتنع برأي المشايخ وليس رأي من لا يقتنع بحكم الله في مسألة المظاهرات وتصلُّون جماعة ولو في أماكن أخرى، أمَّا الذَّهاب إلى تلك الأماكن الموبوءة ومبدأ المظاهرات من حيث هو مبدأٌ غير شرعي.
أمَّا ما ذكره أخي الكريم بالنسبة للمظاهرات في سوريا؛ لو أنَّ الإخوة السُّوريين استشاروا العلماء في هذه القضيَّة لكان خيرًا لهم من أن يُسلِّموا رِقابهم إلى هذا الكافر المُلحد الطَّاغوت الخبيث النُّصيْري؛ لأنَّ الله - عزَّ وجل - يقول: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾، ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.
أمَّا الآن وقد وقع الفأس في الرأس كما يُقال، فلا نملك لهم إلَّا الدُّعاء بأن ينصرهم الله على هذا الطاغوت الذي قضى على الأخضر واليابس, فادعوا الله أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر هو وأعوانه وكلُّ من يتعاطف معه, أمَّا هذا لا يبرِّر كوننا نبيح المظاهرات أبدًا مهما كان الأمر، لكن الآن المسلمين أوقعهم أصحاب المظاهرات المُجيزين لها والآن يتخلَّون عنهم، بعض المسلمين يهدِّدهم بعضُ المقاتلين المنضوين تحت بعض اللِّواءات الحزبية يُهدِدُون أهل السُنّة السَّلفيين عندما ينتهون من هذا الكلب على حدِّ زعمهم.
ولكنَّنا نقول اللهم اجمع كلمة إخواننا المسلمين في سوريا على الحق, اللهم اجمع أهل السُنّة في سوريا على الحقّ اللهم احقِن دِمائهم, اللهم انصرهم على عدُوِّك وعدُوِّهم، واللهم خذه أخذ عزيزٍ مقتدر, اللهم أرِنا فيه عجائب قدرتك, اللّهم زلزِل الأرض من تحتِه، اللهم أهلِكه هو وأعوانه, اللهم أحصِهم عدَدَا واقتُلهم بدَدَا ولا تُغادِر منهم أحدا يا حيُّ يا قيُّوم يا ذا الجلال والإكرام.