من تونس يقول:
بعض الشباب هداه الله يستعد للزواج بأجنبية نصرانية، وقد عبرت عن رغبتها في الزواج وفقًا للتقاليد الإسلامية، وهو يسأل الآن عن مشروعية هذا الأمر؟ ثم نسألكم يا شيخ، أن تتحدثوا ولو باختصار عن ظاهرة زواج الشباب بكتابيات، الأصل أنهن غير محصنات، وذلك طمعاً في الهجرة إلى بلاد الكفر. جزاكم الله خيراً.
بادئ ذي بدء يا بني، ليس لي ولا لغيري أن يقول بتحريم الزواج من الكتابية؛ لأن هذا ثابت بالنص والإجماع من أئمة الإسلام.
فالله أباح الكتابية، والسنة التقريرية وفعل السلف أيضًا جاء بهذا، ومن ثم انعقد الإجماع فلا يمكن أن نمنع منعًا مطلقًا.
ثانياً: كثر في هذا الزمان التنصير، أو الفتنة في الدين؛ لأن بعض أهل الكتاب متحلل لا يرعى حرمة لدين، حتى لدينه هو لا يرعى له حرمة، مع أن دينه باطل.
وأمر ثالث: ما أكثر المسلمات العوانس اللاتي تُملأ بهن البيوت، ويرغبن في الزواج، حتى لو كانت رابعة ؛ كي تحصن نفسها.
فلماذا يا معشر الشباب من المسلمين أصلح الله حالنا وحالكم ومآلنا ومآلكم تعزفون عن أخياتكم المسلمات وتقصدون إلى الكتابيات الكافرات؟!
وبلغني لعله يقرب التواتر أن كثيرًا من الكتابيات فتنَّ أزواجهن حتى أصبح متحللًا، ضعيفًا في دينه، سافلًا في أخلاقه.
فعليكم يا أبناءنا بالزواج من أخياتكم المسلمات، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِمَالِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَحَسَبِهَا ، وَدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)).
من ذات الدين؟ المسلمة؛ لأن الكافرة لا يقال لها ذات دين، دينها باطل، وإن كانت هي تعتقد أنه دين، دينها باطل.
ثم المقصد هذا سيء وهو التهيئة أو التسهيل للهجرة إلى البلاد الكافرة، فما أسوأه من قصد.
وأقول خاتمة هذا الكلام أن من تزوج كتابية، فعليه أن يبحث عن العوائل العريقة في المروءة والشهامة والعفة والحصانة، ولا يتزوج مجرد كتابية.
ثانياً: أن يكون قصده دعوتها إلى الله - عز وجل -، لا مجرد المتعة، سواء استجابت بعد الزواج، فإذا استجابت نال أجره وأجرها، وإن لم تستجب أحسن عشرتها حتى يقضي الله بينهما أمراً كان مفعولاً.