جديد الموقع

8883146

السؤال: 

هذا سائل يقول جزاكم الله خيراً كثر من بعض الإخوان إظهار التكبر على إخوانهم مع أن هؤلاء الإخوة طلاب علم.

الجواب: 

للأسف إن كان صح هذا كما يقول السائل فأنا أقول للأسف هذا مما يؤسف له لأن طلب العلم معشر الإخوة الأحبة والأبناء يورث صاحبه التواضع كما كان سيد المتواضعين  صلوات الله وسلامه عليه- وما أحسن العلم يزينه التواضع، فإن التواضع من سيمة العلماء والتكبر من سيمة الجبابرة والملوك والعظماء والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - دأبهم التواضع لله - جل وعلا - قال - جل وعز - ممتنًا على رسوله  صلى الله عليه وسلم  :﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ   والكبر نعوذ بالله من كبائر الذنوب النبي  صلى الله عليه وسلم توعد صاحبه بالنار: ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٌ مِنْ كِبْرٍ)) علامَ يتكبر المسلم؟! كيف وهو يعلم أنه من ماء مهين، وسينتهي إلى لا شيء، إلى تراب، فما يبقى منه إلا عجب الذنب! فعلامَ يتكبر؟! زُر المقابر وانظر من كان قبلك من المتجبرين والمتكبرين، أين انتهوا؟ وانظر إلى سيرهم من بعدهم؟ وانظر إلى المتواضعين الصالحين، عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا، وكيف ذكرهم الحسن بعد مماتهم.

فالكبر -نعوذ بالله من ذلك، نسأل الله العافية والسلامة- هذا لا يكون في طلاب العلم، ومن وجد فيه شيء من هذا فعليه أن يجاهد نفسه.

نسأل الله العافية والسلامة، والمتواضع قريب من الله، قريب من الناس، محبوب بين عباد الله، يأوون إليه ويحبونه.

فأنت نظر لنفسك ماذا تريد؟ المقصد بهذا إرضاء الله -تبارك وتعالى- واتباع ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولقد كان -عليه الصلاة والسلام-بين أصحابه كواحد منهم، حتى قال له الصحابة: يا رسول الله، لو اتخذنا لك دكانًا، -يعني مثل المنبر دكة- حتى إذا أتى القادم ممن لا يعرفك، يعرفك، فأذن -صلى الله عليه وسلم- لهم، فاتخذوا له دكانًا. فلينظر هذا الأخ الذي يُسأل عنه، أو هؤلاء الذين يُسأل عنهم إلى سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نعم.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي