جديد الموقع

888315

السؤال: 

بارك الله فيكم شيخنا، السؤال السادس، يقول: هل يجوز أن نصلي بعد التراويح مثلًا الساعة الثانية ليلًا عشر ركعات جماعة؟

الجواب: 

لعلك صَلّيت مع إمامك ثلاثٍ وعشرين ركعة، وهذا يكفيك إن شاء الله تعالى-، أما إذا كنت لم تُصلِّي إلا عشرين ركعة، وأردت أن تؤخِّر، إلى ثلث الليل الآخر، فصلِّ ركعتين أو أربعًا، ثم أوتر بواحدة، لأنَّ من هديهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدم إجهاد النفس فوق طاقتها، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ((اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ))، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((إِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ))، فالأصل هو الاقتصاد في النوافل، حتى لا ينشغل عن ما هو أهم منه،  فمثل لو أجهد نفسه بقيام الليل إلى الصبح قد يثقُل عن صلاة الصبح، لاسيما إذا أكثر هذا، داوم عليه، وعن عائشة رضي الله عنها- قالت: ((وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيَةَ أَنْ يُعْمَلَ بِهِ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ))،فلا تكلِّفوا أنفسكم أيها المسلمون فوق ما تطيقون، فإن النفس كما جاء عند بعض أهل العلم، لها إقبال وإدبار، فمن وجد في نفسه إقبالًا أطلق لها شيئًا في المستحبات، ومن وجد منها إدبارًا، يعني كسلًا وضعفًا، يُلزمها فقط بالواجبات.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري