أحسن الله إليكم؛ هذا سائل من الجزائر يقول: ما هو الدّليل على أنَّ لله – عزَّ وجل - عينين اثنين؟ وهل قال بهذا القول أحدٌ من الصّحابة؟
وهل نُثبتُ لله تعالى قدمين اثنتين؟ وأنَّ الكرسي هو موضِعهما؟
أمّا بخصوص السُّؤال الأوّل وهو إثبات أنَّ لله عينين:
فهو أمرٌ ثابت من قول النّبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الدَّجَّالُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ)) والأعور هو الذي فقد إحدى عينيهِ والدّجّال ممسُوح العينِ اليُمنى، فهذا أمرٌ واضِح.
يضاف إلى هذا ما دَلَّ عليه القرآن ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي﴾، والعين تُطلق على المفرد والمثنى والجمع، وهي مفسَّرة بهذا الحديث في أنَّ له عينين تَلِيقَانِ بجلالهِ وعظمتِهِ.
وقوله تعالى: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾، لعلَّ الأخ أَشْكَلَ عليه أنَّ القرآن ليس فيه ذكرُ العينين، ذكر العين وذكر الأعين، هذا الذي ورد به القرآن ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي﴾ و ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾، وأمَّا كونهما عينين فهي نصٌّ من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الدَّجَّالُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ)).
أمَّا بخصوص السؤال الثاني وهو موضوع القدم:
أولًا: إثبات صفة القدم بشكل عام ثابتٌ بالحديث المرفوع ((يضع الجبَّارُ قدمَهُ في النار حتى تقول: قط قط)) فهذا نص، ثم فُسِّر بأنَّهما قدمان بقول بن عباس الذي قلتُ لكم إنه ليس مما يُجْتَهَدُ فيه ولا مجال للرأي فيه قال:"الكرسي موضع القدمين"، للربِّ - سبحانه وتعالى -، وهذا نصٌّ في الأمر ولا يحتاج إلى تَكَلُّف. نعم .