جديد الموقع

8883287

السؤال: 

وهذا يطلب توجيه حولَ سلامه الصدر.

الجواب: 

 الأصل أن يكون المسلم سليمَ الصدرِ لإخوانهِ؛ فلا يحقدُ عليهم ولا يغمرُ لهم سوءً ولا يغِلُّ لهم في قلبِهِ شيء هذا الأصل، بل الأصِل في هذا قول النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو أعلى من السلامة فقط ألا وهو: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))، هذا هوَ الأصل أن تحب لأخيك المسلم من الْخير ما تحبُّه لنفسِكَ ولهذا تَسْعى في إيصال الخير إلى اخوانكَ المسلمين بكلِّ ما تستطيع، لكِن إن قامَ موجبٌ بينكَ وبينَ أَخِيك فإن كانَ من أجلِ الدُّنيا فلا يَحِل لهُ أَنْ يَحقدَ عليك أو يهجرك في هذا الباب وإن كان النفس لا تخلو من أن تأخذَ بحظِّها لكن المؤمن يجب عليه أن يكون مطواعًا للنصوص لأن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – ((لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ))، فإذا كان في أمور الدُّنيا فما ينبغي أن تحقد عليه لأن الدُّنيا زائلة وينبغي أن تسامحَ في هذا وتعفو فإنكَّ اذا سامحت وعفوت مالت قلوب الناس إليك بإحسانك إليهم، وإن احتملت أذاهم أيضًا أَقْبلوا عليك لأنهم يرَوْن منك الشفقة ويرَوْن منك العطف ويرَوْن منك الصبر ويرَوْنَ منك التَّحمُّل لأخطائهم؛ فهذا الذي ينبغي للمسلم أن يتحمَّل أمَّا والله إذا كان الخطأ في دين الله - تبارك وتعالى - فالواجب على من منَّ الله عليه بعلم أن يُعلِّم الجاهل ويُذكِّر الغافِل في هذا، فهذا هو الواجب عليه فإذا استمر في معاندتهِ لشرعِ الله - تباركَ وتعالى - فمثل هذا تبْغضهُ لله - تباركَ وتعالى -

 

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي